احتفل صباحاً بالذبيحة الإلهيّة الأب فادي الراعي، وشاركه عدد من الكهنة اللاتين. شمل الحضور أبناء الجالية السوريّة المتواجدين في جنوب هولندا والآتين من إلمانيا وبلجيكا، العديد من العائلات العراقيّة المتواجدين في المنظقة وأبناء الدولة الهولنديّة الذين عبَّروا عن أسفهم لما يحصل في سوريا وفي الشرق. نعم، هناك من سافر ساعة وأكثر بسيارته من المؤمنين المتكلمين باللغة العربية لكي يشارك في الصلاة من أجل السلام، من أجل أهله وأقاربه في وطنه الأم.
بعد تلاوة الإنجيل الإلهي، ركَّز الأب فادي الراعي على أنَّنا بمشاركتنا اليوم مع العالم أجمع ومع الكنائس كلّها؛ نثبِّت أننا إخوة في الإنسانيّة وأنَّنا إخوة في الوطن وفي الإيمان. وقال: إنَّنا أبناء الله الآب وإننّا أصحاب ضمائر حيّة ونحن على صورة الله خالقنا ومثاله. فكيف يمكن للأخ أن يقتل أخاه، وكيف يمكن للأخ أن يأكل أخاه أو يخطط لقتل الآخر؟ فنحن بشر أم ماذا؟ أين ضميرنا؟ أين إنسانيتنا؟ من هم رؤوساء الدول لكي يقرِّروا الحرب أوالقتل؟ لا للحرب بل للسلام والحوار والحلّ السلمي مهما يكن الأمر. ليس هناك مِن مؤمنٍ بالله يقبل بأنّ يقتل أخاه بأن يقتل الآخر لأنَّ الله محبة وأحبنا باذلاً ذاته من أجلنا. أصحاب المجازر هم الذين يخططون ويشجعون على الحرب، بل هم بشر بلا ضمير وبلا حياء وقتلة لأنَّ من يخطط للجريمة هو مشارك فيها. فكفى أن نرى في الشرق سيول دماء، كفى للحروب والدمار بل للمحبة والحوار.
نهايةً، ختم القداس الأب الراعي بصلاة النياحة من أجل راحة نفوس جميع أرواح الشهداء الذبن سقطوا ويسقطوا في سوريا وفي غيرها من الدول يوميّاَ نتيجةً وحبّاً لإيمانهم أو لوطنهم.