ردّد البابا فرنسيس قبيل تلاوة التبشير الملائكي يوم الأحد 6 تشرين الأول بأنّ تلاوة المسبحة الوردية هي مدرسة الصلاة والإيمان مركّزًا على أنّ الصلاة هي تنفّس الإيمان. وسأل الجمع: “أين وكيف يمكن الاستفادة من قوّة الإيمان والشهادة؟ وأجاب: “نستفيد منها من خلال الصلاة التي هي تنفّس الإيمان: بعلاقة من الثقة وبعلاقة من المحبة فلا يمكن للحوار أن يموت. إنّ الصلاة هي حوار النفس مع الله”.
كما ذكّر بأنّ شهر تشرين الأوّل هو شهر الوردية وتتمّ الصلاة من أجل سيدة بومباي في الأحد الأول من شهر تشرين الأوّل. “لنتّحد روحيًا بعلاقة الإيمان بأمنا ولنستلم من يديها المسبحة: الوردية هي مدرسة الصلاة، الوردية هي مدرسة الإيمان!”
وكما تجري العادة فإنّ الكنائس الإيطالية تحتفل بالصلاة لملكة الوردية المقدسة في كلّ عام في 8 أيار وهي عادة مريمية وكان الطوباوي بارتولو لونغو قد أسّس هذه الصلاة في العام 1883 وهو مؤسس بومباي بالقرب من نابولي التي تقع جنوب روما.
بدأت القصة مع بارتولو لونغو بعد أن اهتدى حين كان يتجوّل يومًا في الحديقة سائلاً نفسه عن السبيل للتكفير عن الأعمال التي قام بها قبل أن يهتدي وفيما هو يمشي سمع على قرع أجراس الكنيسة ظهرًا صوتًا يقول له: “إن تنشر المسبحة الوردية تخلص”. ففهم عندئذٍ أنّ تلك كانت دعوته وقرّر بأنه لن يترك بومباي من دون أن ينشر عبادة العذراء فيها.
وهكذا شيّد مركزًا للتعليم المسيحي يعلّم فيه القراءة والكتابة للفلاحين من خلال الصلوات وأعاد ترميم كنيسة الرعية الصغيرة وبنى كنيسة أخرى تحمل اسم سيدة الوردية. وأسّس حول المزار أعمالاً اجتماعية عديدة للأكثر ضعفًا في المجتمع بالأخص الأولاد والمراهقين اليتامى والمتروكين أو أولاد السجناء.
وصلت الصورة العجائبية لعذراء الوردية إلى بومباي في 13 تشرين الثاني 1875 وأصبحت تصله التبرّعات لبناء مزار من نابولي ومن العالم أجمع. تُتلى هذه الصلاة مرّتين في السنة ويتناقلها البابوات ويقومون برحلات الحج إلى بومباي منهم البابا يوحنا بولس الثاني لمناسبة اختتام سنة الوردية في 7 تشرين 2003 وآخرهم البابا بندكتس السادس عشر في 19 تشرين الأول 2008.