استقبلت وكالة زينيت الوزير الباكستاني الأسبق للشؤون الدينية بول باتي وأجرت حديثًا معه في إطار الموضوع الذي تطرّق إليه في الدورة النهائية للعيد الخمسين “السلام على الأرض” (Pacem in terris) التي عُقدت في روما. إنّ بول باتي هو واحد من الحريصين على مستقبل البشرية وإحلال السلام في العالم وكان قد قتل الجهاديون الإسلاميون أخاه لأنه لم يخفِ يومًا انتماءه للديانة الكاثوليكية. أبرز ما أتى في حديثه:
زينيت: برأيك، لماذا نجد أنّ الوسائل الديبلوماسية المستعملة من أجل إحلال السلام في العالم هي غير كافية ولمَ هو ضروري أن نستفيد من العمل الديني؟
عندما نتحدّث عن العنف والإرهاب، غالبًا ما يفيدنا الدين كحجة من أجل تحقيق ذلك مع العلم أنه لا توجد أي ديانة تنادي بالقتل باسم الله؛ علينا إذًا أن نتشاطر هذه الفكرة مع من يحمون إيمانهم. إنّ المسيحية لا تفرض اهتداء غير المسيحيين بل إنّ الشهادة للمسيح هي تكريس الحياة من أجل الآخر أي أن تصل المحبة إلى كلّ البشرية كتعبير عن الإيمان. إنّ الأديان الأخرى كالإسلام مثلاً تملك قيمًا إنسانية: إننا ندين كلّ عمل عنف قائم باسم الديانة.
هل تظنون أنّ دعوة البابا فرنسيس من أجل الصلاة والصوم على نية السلام في سوريا والعالم أجمع كانت فعّالة؟
أظنّ أنّ دعوة البابا كانت بالأمر العظيم! لا يمكننا أن نتقدّم سوى بالصلاة والحوار. عندما تحدّث عن السلام في سوريا، ذكّر بأنّ الحرب تجرّ أخرى وهي دوّامة لن تنتهي… لهذا السبب، إنّ الحوار على المستوى الديبلوماسي يجب أن يملك قوّة من أجل حلّ الأزمات البشرية العالمية والعنف. إذا فشلنا فهذا يعني ربّما بأنّنا لم نفهم حقيقة الوضع أو بأننا لم نُدخل الأشخاص القادرين على القيام بالحوار من أجل أن يحدثوا الفرق. فمثلاً في خضمّ التظاهرات القائمة في باكستان، إذا دعوت باحثًا أو كاهنًا ليتحدّث عن الإسلام، لن يحدث الفرق لأنه مقتنع أصلاً أنّ هذه التظاهرات تحدث الأذى. بل على العكس، يجب أن نتشارك أفكارنا مع الأشخاص الذين يملكون القدرة على التأثير في من يقترفون أعمال العنف.
كيف تعيشون التزامكم ككاثوليكي في الحياة السياسية؟
إنّ مسألة التزام الكاثوليكي في السياسة حلّها يوحنا بولس الثاني الذي ذكّر بأنّ السياسة هي شكل لمساعدة الآخرين بالأخص من هم أكثر ضعفًا: في كلّ الأحوال إنّ على كلّ مسيحي أن يقوم ببعض السياسة.
* * *
نقلته إلى العربية بتصرّف ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية.