أعلن المونسنيور دومينيك مامبرتي أمين سرّ علاقات الكرسي الرسولي مع الدول في حديث له في الأول من تشرين الأول في نيويورك أثناء الدورة الثامنة والستين من الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنّ الحل السلمي والدائم للصراع السوري سيمهّد الطريق لمواجهة النزاعات الأخرى التي فشل المجتمع الدولي في حلّها. وتوقّف مطوّلاً على النزاعات المسلّحة التي تسبّب انشقاقات عميقة وجروح أليمة في حياة الشعوب مشيرًا إلى وفاة أكثر من عشرة آلاف شخص وتهجير أربعة ملايين آخرين وأكثر من مليوني لاجىء في البلدان المجاورة بالإضافة إلى تدمير واحد من أغنى التراثات التاريخية والثقافية والتعايش الإنساني الذي يجمع الديانات الثلاث.
وتابع المونسنيور مامبرتي بأنّه من الضروري تفادي أي عمل يمكن أن يزيد من المعاناة معلنًا أنّ المأساة السورية تشكّل تحديًا كبيرًا أمام منظمة الأمم المتحدة. من هنا، أطلق الكرسي الرسولي نداءً لكلّ الدول أن يمارسوا مسؤولياتهم تجاه كل شخص بالأخص الأكثر ضعفًا والأشخاص الذين لا يملكون أي صوت أو أي تمثيل بغية أن يعمّ السلام رويدًا رويدًا.
لقد طلب المونسنيور من كلّ رؤساء الدول ألاّ يبقوا غير مبالين أمام هذه المأساة السورية وسألهم أن يساهموا بإيجاد الوسائل التي تساعد على تخطّي المعارضات وأن يتخلّوا عن كلّ سعي للحل العسكري. وحثّ على إيجاد حل سلمي من خلال الحوار والمفاوضة بين الأطراف المعنيين بدعم من المجتمع الدولي.
كذلك شدّد المونسنيور مامبرتي على المسؤولية الوطنية والدولية من أجل حماية الشعوب من جرائم الإبادات والتطهير العرقي والجرائم ضدّ الإنسانية قائلاً بإنّ “هذه المسؤولية ليست تبريرًا للجوء إلى الأسلحة بل إنها روح من التضامن العميق الذي يدعو الجميع إلى تجنّب الأزمات الإنسانية”.
كما أشار الكرسي الرسولي إلى “اللفتة النبوية” التي قام بها البابا فرنسيس عندما عيّن يومًا للصلاة والصوم على نية السلام في سوريا يوم 7 أيلول الفائت مما أثار حركة عالمية دفعت العالم كلّه للصلاة من أجل السلام وكانت ثمارها واضحة على الجميع. واختتم المونسنيور مامبرتي حديثه قائلاً بإنّ هذه اللفتة من البابا تجاوزت الاختلافات الدينية والثقافية ومارست تأثيرًا قويًا على قادة العالم أجمع. فلمَ لا نتابع بهذا المسار ونحقّق السلام في سوريا؟