تحدث البابا فرنسيس في قداسه الصباحي اليوم عن الصلاة واصفًا إياها بالفسحة التي نخلقها لنسمح للرب بأن يعمل في حياتنا، وشدد على أن الكاهن الذي يؤدي واجبه ولكن لا يفتح الباب للرب يكون “مهنيًّا” فقط. بالفعل شرح البابا عن الصلاة لا تلك التي نحفظها عن ظهر قلب بل تلك التي تنبع من القلب والتي تقودنا الى الإصغاء الى الرب.
أتى حديث البابا عن الصلاة تبعًا لإنجيل لوقا الذي قرأه (10، 38-42)، طالبًا بأن نتبع جميعًا مريم، وهي شقيقة مرتا حين استقبلتا الرب يسوع في منزلهما، فمريم جلست عند قدمي الرب وأصغت الى كلامه وأما اختها مرتا فانكبت على الأعمال المنزلية ولم تتوقف للإصغاء.
شرح البابا كلمات الرب الواضحة حين قال أن مريم قد اختارت النصيب الأفضل وهو التأمل بيسوع كفتاة صغيرة مفتونة، وأما أختها فكانت تعتبر ذلك مضيعة للوقت. إن رسالة البابا التي أراد أن يوصلها من خلال هذا الإنجيل واضحة فقد قال مستعينا بما ورد “مريم كانت تصغي بقلبها”، فمهمتنا الأولى في الحياة هي الصلاة، ولكن ليس بترداد الكلمات بل بالقلب، وأضاف نحن نعلم أن الصلاة تجترح المعجزات.
كذلك قرأ البابا من سفر يونان، “العنيد” كما وصفه الأب الأقدس، فبعد أن خلصه الرب من بطن حوت كاد يبتلعه أقر بأنه سيفعل ما يقوله وشرع يبشر في شوارع نينوى، فمن قبل كان يونان نبيًّا “مهنيًّا” ولكنه أخبر بأن نينوى ستدمر بأربعين يومًا فما كان من الأهالي إلا أن صلوا بقلبهم وكل قوتهم حتى تحققت المعجزة ونجت المدينة.
أخيرًا، حثنا البابا فرنسيس على التفكير على مثال مريم التي اختارت النصيب الأفضل، وهي ترشدنا الى الطريق والى كيفية فتح بابنا للرب، وعلى التفكير بملك نينوى الذي كان يضر بشعبه ولكن حين فتح الشعب الباب للرب تحقق الخلاص. كذلك فلنفكر بيونان الذي يمكننا أن نصفه بالكاهن المهني الذي يتمم واجبه بشكل جيد ولكنه لم يفتح الباب للرب بالصلاة. وطلب الأب الأقدس في الختام بأن يساعدنا الرب لنختار النصيب الأفضل.