وفد فرنسي مسيحي اسلامي أشاد بجهود لبنان في استقبال النازحين:

الحاجات كبيرة ونسعى لتحمل مسؤولياتنا في فرنسا وأوروبا

Share this Entry

عقدت البعثة الفرنسية لإغاثة النازحين السوريين في لبنان، التي تضم مسؤولين دينيين مسلمين ومسيحيين من مختلف الجمعيات الإنسانية الفرنسية، مؤتمراً صحافياً، في حضور رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، أعلنت خلاله عن هدف زيارتها والنشاطات التي قامت بها على الأراضي اللبنانية بالتعاون مع كاريتاس لبنان.

وشارك في المؤتمر رئيس مؤسسة “باكس كريستي – سلام المسيح” في فرنسا المطران مارك ستنجر، إمام المسجد الكبير في بوردو الشيخ طارق أوبرو، رئيس كاريتاس لبنان الخوري سيمون فضول، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، بحضور عدد من أعضاء الوفد الفرنسي ورئيس لجنة الطوارئ في كاريتاس لبنان المهندس كمال سيوفي.

المطران مطر

رحّب المطران مطر بالوفد قائلاً: “نحن فخورون وسعداء لإستقبال بعثة قادمة من فرنسا تضم 14 شخصا، وعلى رأسهم المطران ستنجر وفضيلة الشيخ أوبرو، هذا الوفد قدم إلى لبنان بعد زيارة قام بها إلى الأردن للتضامن مع النازحين السوريين الذين بلغ عددهم أكثر من مليون ونصف نسمة، وهذا الرقم مرشح للارتفاع”، معرباً عن أمله في “أن يحل السلام في الغد وأن يتوقف إطلاق النار”.

وأشار “إلى وجود عدد مماثل من اللاجئين في الأردن، كما أنّ هناك لاجئين في تركيا وفي الداخل السوري”، واصفاً الوضع “بالمأساة الحقيقية”. وقال: “أخوتنا قادمون من فرنسا لمعاينة الوضع عن قرب، وللتعبير عن رفضهم هذا الوضع، حيث يقتل الأبرياء ويتشردون ويفقدون منازلهم، ويتعرض الأطفال للعنف، وهم ضحايا الويلات حتى في تهجيرهم”، مشدداً على أن “استقبال هذا العدد الكبير من اللاجئين هو أمر صعب في حد ذاته”.

الخوري فضول

بدوره، عبّر الخوري فضول عن سعادته لاستقبال الوفد الفرنسي الإسلامي المسيحي “الذين يمثلون منظمات ومؤسسات غير حكومية تعمل في المجال الإنساني والكثير منهم لديهم شركاء في لبنان مثل كاريتاس، وأيضاً مؤسسات إسلامية يعملون إلى جانب النازحين السوريين”.

وقال: “نحن مسرورون ككاريتاس لبنان بمساهمتنا في تنظيم الزيارة”، آملا في أن “تتسنى لأعضاء الوفد رؤية الواقع كما هو، فينقلون الصورة المأساوية كما هي من أجل إشعار مواطنيهم في فرنسا وأوروبا كلها بحجم المأساة، وبهذا الجرح الكبير المفتوح. وكما أشار المطران مطر، إنها مأساة كبيرة تحلّ بالشعب السوري وبمنطقتنا العربية، على أن نكون جميعاً من المساهمين في حلّ هذه المشكلة”.

وختم: “إنّ كاريتاس لبنان تعمل مع النازحين السوريين منذ أكثر من سنتين ونصف، أي منذ بداية المأساة في كلّ المناطق اللبنانية”، مشيراً إلى “عمل كاريتاس الدؤوب مع وفود من أجل نقل الصورة الحقيقية لاستقبال اللبنانيين للنازحين السوريين في هذه المأساة الكبيرة، وذلك بإظهار القبول والمحبة والإنسانية والأخوة رغم الضائقة الاقتصادية التي يعانيها غالبيتهم”.

البيان
ثم تلا المطران ستنجر البيان باللغة الفرنسية، والإمام أوبرو بالعربية، وتضمن الآتي: “صدر عن المسؤولين الدينيين المسيحيين والمسلمين للمؤسسات الإنسانية الفرنسية بعد زيارتهم التضامنية مع النازحين السوريين في لبنان البيان التالي:

1 – جئنا إلى لبنان من أجل حركة تضامنية تجاه كل النازحين السوريين بغض النظر عن انتمائاتهم الدينية.
2 – نحيي تضامن اللبنانيات واللبنانيين، لاستقبالهم النازحيين السوريين بكثير من التقدير والاحترام. فاستقبال الشعب اللبناني الذي يعد أربعة ملايين نسمة لهذا العدد الهائل من النازحين يثير عندنا كل الإعجاب. إنّ زيارتنا لمختلف المواقع وخصوصاً لقاء النازحين من ضمن برامج كاريتاس لبنان في البقاع، ورعية القاع، وأيضاً هذا الصباح مع منظمة ISWA في صيدا، وهذه اللقاءات قد أثرت فينا شديد الأثر.

3 – رغم هذا التضامن الرائع والملفت، نلاحظ أن الحاجات كبيرة وضخمة، وأنّ لبنان لا يمكن أن يواجه هذا التحدي لوحده.

4 – هناك جهد كبير في لبنان لاستقبال النازحين السوريين، وهذه الزيارة هي نداء لتحمل مسؤولياتنا في فرنسا وأوروبا من أجل استخدام كل الوسائل الممكنة لاستقبال النازحين السوريين، ومن أجل العمل على بناء سلام عادل ودائم.

5 – عند عودتنا إلى فرنسا، نتعهد بأن نكون شهوداً لما رأيناه وسمعناه خلال هذه الزيارة”.

ووعد المطران ستنجر والإمام أوبرو بعد ترك قضية النازحين السوريين في لبنان، مؤكدين أنّ الزيارة ليست بزياة عابرة، بل هناك الشركاء الذين يعملون على الأرض، ككاريتاس، وإذا دعت الحاجة سيعود الوفد إلى لبنان. هذا وسيسعى الوفد إلى الوصول إلى أصحاب القرارات في فرنسا وأواوروبا لتشكيل قوة ضغط من أجل قضية اللاجئين السوريين في مختلف البلدان.  

الخوري أبو كسم

واختتم المؤتمر بكلمة للخوري أبو كسم وصف خلالها هذه الخطوة بنموذجية، “ويمكن أن تكون نموذجاً لكل المؤسسات الإنسانية في أوروبا، لأنّ العمل الإنساني لا دين له، فالإنسان وحده هو القيمة، القيمة التي أعطاها الله هذه الكرامة من دون النظر إلى لونه أو عرقه أو دينه”، معتبراً أنّ “هذه الخطوة تجسد المحبة بكل أبعادها”.

أضاف: “هذا النداء نوجهه إلى أوروبا وكل دول العالم، فليتجاوبوا مع نداء قداسة البابا فرنسيس، الذي دعا إلى نبذ العنف والحوار، وتعزيز الديموقراطية في هذه الدول بالوسائل السلمية. نحن شعب مؤمن نصلي من أجل بناء ثقافة السلام، ومن أجل بناء الإنسان في منطقتنا خصوصاً في سوريا”.

وختم: “المطلوب اليوم من المجتمع الدولي في أوروبا والولايات المتحدة، حتى من المجتمع العربي، الوقوف إلى جانب لبنان في تحمل مسؤولياته في إعانة النازحين السوريين في لبنان، فاللبنانيون أربعة ملايين لبناني، وهناك أكثر من مليون ونصف نازح، فهذه المهمة يجب أن يتحملها المجتمع الدولي بأكمله لأنها تفوق طاقة لبنان”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير