عقد الأمين العام للقاء مسيحيي المشرق، المطران سمير مظلوم ،مؤتمراً صحافيا قبل ظهر اليوم في المركز الكاثوليكي للإعلام، تحدث خلاله على أوضاع المسيحيين في الشرق وأعلن عن انعقاد “المؤتمر العام الأول لمسيحيي المشرق“، شارك في المؤتمر مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، وحضره القس حبيب بدر، عن الكنيسة الأشورية الخوري بطرم غوليان، رئيس الرابطة السريانية الأستاذ حبيب فرام، وقائد القوات الأسبق ورئيس جبهة الحرية الدكتور فؤاد أبو ناضر، وعدد كبير من المهتمين والإعلاميين.
بداية رحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور بأسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال: “يكثر الكلام اليوم على أوضاع مسيحيي المشرق في ظل ما يتعرض له المسيحيون من عوامل الضغط النفسي والمعنوي في بلدان الشرق الأوسط، وهذا ما دفعهم إلى الهجرة من بعض هذه الدول تاركين وراءهم إرثا رسولياً يعود إلى نشأة المسيحية في هذا الشرق”.
أضاف: “إن التمسك بالأرض والهوية والإيمان بالدور الرسالي، كلها مقومات تساعد المسيحيين على الصمود في أرضهم ولعب دورهم كنسيج أساسي من شعوب المنطقة. فالمسيحيون هم مواطنون أصيلون في بلدانهم ولعبوا دوراً محورياً في النهضة العربية وفي نسج أهم العلاقات بين الشرق والغرب، ولا يجوز أبداً التخلي عن دورهم الرسالي حتى في أحلك الظروف كتلك التي يعيشونها اليوم في مصر وسوريا والعراق، فالمسيحيون هم شعب الرجاء المرتكز على الأيمان بيسوع المسيح القائم من الموت”.
وختم بالقول: “إن الحراك الذي يقوم به تجمع مسيحي المشرق، يجب أن يلتف حوله كل المسيحيين والمسلمين لأنه يضمن الحفاظ على صورة المشرق العربي بكل الوانها الزاهية ومعاً مسلمين ومسيحيين نؤكد على عيش الشراكة والشهادة التي دعا إليها الحبر الروماني بندكتوس السادس عشر في إرشاده الرسولي “الكنيسة في الشرق الأوسط: شركة وشهادة”،متمنياً للمؤتمر النجاح والتوفيق”.
ثم كانت مداخلة المطران مظلوم جاء فيها:
“باسم “لقاء مسيحيي المشرق” نرحّب بكم جميعا في رحاب المركز الكاثوليكي للإعلام، ونشكركم على تلبية الدعوة الى هذا اللقاء، كما نشكر المركز الكاثوليكي للإعلام، مديرا ومسؤولين وعاملين فيه، على استضافتنا، وعلى تنظيم هذا المؤتمر الصحفي المتواضع”.
تابع: “في الحادي والعشرين من شهر أيار الماضي، التقينا وإياكم في هذه القاعة وأعلنا عن الدعوة الى “المؤتمر العام الأول لمسيحيي المشرق”، الذي يكلّل جهود ممثلي البطاركة ورؤوساء الكنائس المشرقية، مع عدد من العلمانيين والإكليريكيين المعنيين بالوجود المسيحي في المشرق، ويهدف الى وضع الأسس لجهد مشترك بين المجتمع المدني والمؤسسات الكنسية، لدرء الأخطار المميتة التي تحدق بالمسيحية المشرقية خصوصا، والمجتمعات المشرقية عموما، والى تعزيز الوجود المسيحي المشرقي الذي يعود الى ألفي سنة ، والذي كان وما زال يحمل مشعل الحضارة والحرية والمحبة وحقوق الإنسان في هذه المنطقة التي ينتمي اليها المسيحيون ، وهم من أبنائها الأصيلين وبناة حضارتها ، وهم يريدون متابعة المشاركة الفعّالة في حياتها الإجتماعية والثقافية ، والإقتصادية والسياسية”.
أضاف: “واليوم نودّ أن نؤكّد عقد هذا المؤتمر، وأن نعلم الرأي العام من خلالكم بأهم التفاصيل المتعلّقة بهذا الحدث. سيعقد هذا المؤتمربرعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، وبمشاركة رؤوساء كنائسنا المشرقية ، وعدد كبير من أبناء هذه الكنائس وهذه المنطقة، وذلك يومي السبت والأحد الواقعين في 26 و27 تشرين الأول الجاري، في “المركز العالمي لحوار الحضارات – لقاء” ، الربوة، مجمّع البطريرك غريغوريوس الثالث”.
تابع: “ستكون الجلسة الإفتتاحية من الساعة العاشرة الى الحادية عشرة ، تبدأ بالصلاة وبركة أصحاب الغبطة الحاضرين، تليها كلمة “لقاء مسيحيي المشرق” ، وتختتم بكلمة فخامة رئيس الجمهورية. ثم بعد استراحة تدوم نصف ساعة ، تبدأ أعمال المؤتمر التي تدور حول الوجود المسيحي في بلدان المشرق ، من خلال محاور أربعة: محور الديموغرافية والهجرة؛ محور واقع الحريات الدينية وممارسة الشعائر؛ محور مشاركة المسيحيين في مؤسسات الدولة ودورهم في الحياة العامة؛ محور وضع المسيحيين ودورهم على الصعيدين الإقتصادي والإجتماعي؛ وسيكون هناك مداخلة خاصة حول مسيحيي المشرق والمؤسسات الدولية ؛ ثم تعقد الجلسة الختامية التي تتلى فيها المقررات ويذاع البيان الختامي”.
أضاف: “والجدير بالذكر أن كل محور من المحاور الأربعة سيشارك فيه متكلّم عن كل بلد من البلدان المشاركة يعرض الأوضاع في بلده، ويجيب على أسئلة الحاضرين . وهكذا سيكون لدينا أكثر من عشرين متكلما في هذا المؤتمر”.
وأشار إلى أن “وسائل الإعلام ستحصل على كل التفاصيل الدقيقة لهذا المؤتمر، في اجتماع خاص لها في الحادي والعشرين من هذا الشهر، ونأمل أن تولوا هذا الحدث كل الإهتمام واوسع التغطية الإعلامية ، تعميما للفائدة ، وإيصالا للرسالة التي نود توجيهها الى الجميع”.
تابع: “إن رسالتنا هي رسالة استنهاض للهمم ، ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم في الحفاظ على ما يميّز هذه المنطقة من حضارة إنسانية ودينية عريقة، تقوم على احترام الإنسان وكرامته، والقبول بالتنوّع والتعددية في كل مجتمع، وت
عمل على ترقي الإنسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله، والحفاظ على رسالة الديانات السماوية التي أبصرت النور في هذه المنطقة. ورسالتنا الخاصة الى المسيحيين في المشرق هي تذكير بأن الله قد وضعنا في هذه المنطقة من العالم لنشهد لمحبته للبشر، التي عبّر عنها بإرساله ابنه الوحيد ليتجسد ويعيش في ما بيننا، ويبذل نفسه على الصليب لأجل خلاص البشرية بأسرها، وينتصر على الموت كي يقيمنا معه وينصرنا على الشر. وهو قد أسس الكنيسة على صخرة الإيمان وأكّد بأن “أبواب الجحيم لن تقوى عليها” ( متى 16/18) . وهو أوكل الى تلاميذه والى كل المؤمنين به من بعدهم، أن يكونوا شهودا على ذلك ” في أورشليم والسامرة وكل العالم” . وهو شدد تلاميذه ويشددنا نحن أيضا بقوله :” لا تخافوا أنا معكم الى منتهى الدهر”. و” ثقوا انا غلبت العالم” . وقد وثق أباؤنا وأجدادنا بكلام السيد المسيح، وبقوا أمينين للشهادة له عبر العصور، وأورثونا هذا الكنز الثمين لنحافظ عليه ، ونوصله بدورنا الى أبنائنا والأجيال القادمة الى منتهى الدهر”.
“وفي الختام نجدد شكرنا لكم على مشاركتنا في حمل هذه الرسالة، وفي تغطية أعمال هذا المؤتمر، ونسأل الله أن يفيض عليكم بركاته الأبوية “.