تابع الأب الأقدس يقول: عليكم أن تحافظوا على الهدف الذي أراده الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني بتأسيسه لهذا المركز، ألا وهو تعزيز عمل كنسيّ فعال فيما يختصّ بوسائل الاتصالات الاجتماعيّة بهدف تقديم أدوات جديدة تقوم من خلالها الكنيسة برسالتها بشكل شامل. لا تنسوا أبدًا أن عملكم هو خدمة كنسيّة في داخل رسالة الكنيسة التبشيريّة.
أضاف البابا فرنسيس يقول: أود أن أتوقف عند عنصر ثان وهو أنه عليكم أن تتحلوا بوجهة نظر كنسيّة في تقديمكم للأحداث. نحن نعيش في عالم لا يمكن فصله عن عالم وسائل الاتصالات الاجتماعيّة، وهذه الوسائل قد نمت بشكل كبير في المرحلة الأخيرة لتصبح أساسيّة في نقلها لأحداث التاريخ المعاصرة للعالم، وهذا الأمر ينعكس أيضًا في حياة الكنيسة. ولكن إذا كان من الصعب نقل أحداث التاريخ بشكل دقيق فكم بالأحرى هو صعب نقل الأحداث التي تتعلّق بالكنيسة “علامة وأداة الاتحاد الحميم مع الله”، جسد المسيح وشعب الله وهيكل الروح القدس. فهذا يتطلّب مسؤولية خاصة وقدرة كبيرة على قراءة الواقع من منظار روحي. فالأحداث الكنسية لا تزيد تعقيدا عن تلك السياسية أو الاقتصادية! لكنها تتحلى بميزة خاصة: لأنها تستجيب لمنطق بعيد عن منطق هذا العالم، لذا فليس من السهل أن نفسرها ونعلنها لجمهور عريض ومتنوع.
تابع الحبر الأعظم يقول: أن نتحدث عن مسؤولية واحترام تجاه الأحداث التي نريد أن ننقلها فهذا يعني أيضًا أن ندرك بأن اختيار وتنظيم البث ومشاركة المحتوى والمضمون يتطلّب منا اهتمامًا خاصًا، وهذا الإدراك نجده اليوم في مركز التلفزة الفاتيكاني الذي يلتزم في إعادة تنظيم جديدة بحسب النماذج التقنيّة القادرة على تقديم خدمة أفضل لجميع المناطق في العالم والمساهمة في تعزيز روح الكنيسة الكاثوليكية. وذلك بحسب توجيهات القرار المجمعي “Inter Mirifica“ الذي يؤكّد أن فعاليّة العمل الرسولي ضمن عالم وسائل الاتصالات الاجتماعيّة تتطلب أيضًا “وحدة في الأهداف والجهود” (عدد 21).
ختامًا، تابع البابا فرنسيس يقول، أود أن أذكركم بأن عملكم ليس مجرد عمل توثيق “حيادي” للأحداث وإنما هو مساهمة في تقريب الكنيسة للعالم وتقليص المسافات من خلال حمل كلمة الأب الأقدس لملايين المؤمنين لاسيما حيثما أصبح عيش الإيمان خيارًا شجاعًا! بفضل الصور يرافق مركز التلفزة الفاتيكاني الأب الأقدس في حمل المسيح للإنسان المعاصر، لذا من الأهميّة بمكان أن تتذكروا أن الكنيسة من خلال رسالتكم هذه هي حاضرة في عالم الاتصالات الاجتماعيّة لتقود الإنسان للقاء بالرب يسوع، ووحده هذا اللقاء قادر على تحويل قلب الإنسان وتاريخه.
وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول: أشكركم وأشجعكم لتتابعوا بحماس شهادتكم للإنجيل، من خلال الحوار مع العالم الذي يحتاج لمن يصغي إليه ويفهمه والذي يتعطّش أيضًا لينال رسالة الحياة الحقة! لنطلب من الرب أن يجعلنا قادرين على الوصول إلى قلب كلّ إنسان بالرغم من حواجز الشك والحذر، ولنطلب من العذراء أن تسهر على خطانا في مسيرة حجنا في عالم الاتصالات الاجتماعيّة.