اختتم السينودس المقدس للكنيسة الأرمنية الكاثوليكية أعماله في دير سيدة بزمار مقرّ الكرسي البطريركي يوم الخميس في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2013، برئاسة غبطة البطريرك نرسيس بدروس التاسع عشر ومشاركة الأساقفة الوافدين من لبنان وأرمينيا وسوريا والعراق ومصر والسودان وتركيا وإيران وفرنسا والولايات المتحدة الأميريكية وكندا وأميريكا الجنوبية والنائب البطريركي في الأردن والأراضي المقدسة والنائب البطريركي على جمعية كهنة دير سيدة بزمار.
اطلع آباء السينودس على ما حققته اللجان البطريركية المختلفة من إنجازات في العام المنصرم وقيّموها. وتدارسوا الأوضاع الإدارية والرعوية في الدائرة البطريركية والأبرشيات. كما اطّلعوا على العلاقات القائمة بين الكنيسة الآرمنية الكاثوليكية والكنائس الشرقية من جهة أخرى، وما آلت اليه الاتصالات المتواصلة لتعزيز العلاقات المسيحية الاسلامية في البلدان العربية وخاصة في هذه الأيام العصيبة التي تمرّ بها لبنان وسوريا والعراق ومصر.
وتعمق الآباء في الظروف الراهنة والتحديات التي يواجهها مجتمعنا عامةً وكنائسنا الأرمنية المنتشرة في أرجاء العالم خاصة.
وخلص السينودس إلى إتخاذ القرارات الإدارية بشأن بعض الأبرشيات الشاغرة والإعلان عن التوصيات التالية:
أولاً: ملاحقة الأعمال التمهيدية لتطويب شهداء الإبادة الأرمنية الذين سقطوا في سبيل إيمانهم في العام 1915 والشهداء الأرمن الذين سقطوا على أراضي أوروبا الشرقية تحت الحكم الشيوعي، استعدادا لاحتفال الشعب الأرمني بالمئوية الأولى للمذابح الأرمنية عام 2015.
ثانيا: متابعة تشجيع النشاطات التي تقام في الأبرشيات والرعايا في مناسبة “سنة الإيمان” تعمقا في التعاليم الكتابية وعيشها والالتزام بها على ضوء موضوع سينودس الأساقفة الذي انعقد في روما من 7 الى 28 تشرين الأول/أكتوبر 2012 المنصرم تحت عنوان الكرازة المتجددة للإنجيل.
ثالثا: متابعة العمل على دراسة وتطبيق الإرشاد الرسولي للكنيسة في الشرق الأوسط من خلال النشاطات الرعوية والإجتماعية والتربوية التي تقام في كنائسنا ورعايانا، والاهتمام بالمهجرين واللاجئين وتقديم المساعدات الروحية والمعنوية والمادية لهم.
رابعا: أدان آباء السينوديس الانتهاكات التي تهين حرمة الأديان ورموزها المقدسة، ودعوا الى وحدة الإيمان بالله الواحد والعمل بكتبه ووصاياه السماوية وبالقيم الروحية والأخلاقية في العائلة والمجتمع الواحد . ووجّهوا نداء صارما لرؤساء الدول والملوك والأمراء وللقادة السياسيين في العالم للأفراج عن المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي والكاهنين الأب ميشيل كيّال الأرمني الكاثوليكي والأب ماهر محفوظ البيزنطي الأرثوذكسي بأسرع وقت ممكن. كما دعا آباء السينودس اسكات السلاح ومنع العنف والحرب في المنطقة.
خامسا: وجّه آباء السينودس رسالة الى قداسة البابا فرنسيس وأعربوا له فيها عن شكرهم لرفع الصلاة من أجل السلام في العالم والشرق الأوسط وخاصة من أجل لبنان وسوريا والعراق ومصر، ولتكريس البشرية لقلب مريم الطاهر ومتابعة الحوار مع الأديان للعيش المشترك بمحبة وأمانة واخلاص، ولرعايته الأبوية لكنيستنا الأرمنية واهتمامه الخاص بشهداء الأبادة التي سيحتفل بها الشعب الأرمني في العام 2015.
وفي ختام أعمالهم يدعو الآباء المجتمعون جميع المسؤولين الروحيين والسياسيين أن يوحّدوا كلمتهم بضمير حي ووطني، وأن يعملوا من أجل التآخي بين الأديان والشعوب ومن أجل قبول الآخر كمصدر غنى بتراثه وتقاليده.
ويتمنى اساقفة السينودس على العالم أجمع السلام الدائم وخاصة لبلدان الشرق الأوسط وعودة الأمان والوئام والوحدة والإستقرار لشعوبها والإزدهار في اقتصادها .
وبمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك يقدّم آباء السينودس التهاني القلبية والأماني الخالصة لاخوتنا المسلمين الأعزاء، سائلين الله عزّ وجلّ أن يعيده على الأمة العربية والاسلامية بالخير والبركات والسلام والاستقرار.
وأخيرًا يرفع الآباء صلواتهم بشفاعة العذراء مريم سيدة بزمار والطوباوي الشهيد إغناطيوس مالويان من أجل عهد جديد مشرق في ظل حكومات رشيدة لتفتح أمام الأجيال الصاعدة صفحة جديدة في ترسخهم الحديث قوامه المحبة والشهادة والمصالحة الوطنية والعدالة الاجتماعية والأخوة.
بزمار في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2013
ديوان سينودس الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية
في دير سيدة بزمار، مقرّ الكرسي البطريركي