عقد أساقفة كنيسة السريان الكاثوليك الأنطاكية مجمعهم السنوي في المقر البطريركي الصيفي، في دير الشرفة، درعون (لبنان) في الفترة من 2- 5 تشرين الأول 2013، برئاسة صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، ومشاركة آباء المجمع القادمين من أبرشيات لبنان والعراق وسوريا والأردن ومصر والولايات المتحدة وكندا وروما.
حضر جلسة الإفتتاح ولأول مرة سيادة السفير البابوي في لبنان المطران كبريالي كاتشا بدعوة من غبطة السيد البطريرك، ونيافة المطران ثيوفيلوس جورج صليبا ممثلا قداسة البطريرك مار اغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكيا والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم. وكان قداسته ينوي تلبية دعوة غبطة أبينا البطريرك والحضور شخصياً لولا أنّ ظروفاً صحية طارئة منعته، وهذه بادرة تاريخية تستحق التسجيل بين الكنيستين السريانيتين الشقيقتين.
وقد أقيم قداس وجناز عن روح المثلّث الرحمة المطران يوليوس ميخائيل الجميل المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي في أوروبا المتوفى في روما في 3 ك1 2012.
وكانت المواضيع الرئيسة التي عالجها المجمع السرياني لهذا العام، كما يلي:
الخدمة الكهنوتية والجوانب العملية لعيشها في الأبرشيات الأم وفي بلاد الإنتشار. استكمال مشروع التجديد الطقسي في الإحتفال بالقداس، الذي أعدّت دراسته اللجنة الطقسية. وأسند ضبط الترجمة العربية إلى لجنة ضليعة باللغتين العربية والسريانية لإقرارها في سينودس العام المقبل، مع إمكانية استخدام ليتورجيا الكلمة على سبيل الإختبار منذ الآن. التقارير عن أوضاع الأبرشيات في الرقعة البطريركية وبلاد الإنتشار. وقد لاحظ الآباء الأوضاع المريرة التي تعيشها بلادنا المشرقية العربية بسبب فقدان الأمن والأمان والضغوط المتنامية والإعتداءات المباشرة على المسيحيين والكنائس من جرّاء التطرّف الديني والهجرة الناجمة عن الحروب وأجواء الخوف من المستقبل. وفيما عبّر الآباء عن ضرورة استمرار الحضور المسيحي في هذا الشرق، والشهادة والصمود في أوطاننا بصبر الشهود والقديسين، دعوا في المقابل الى إعطاء الإنتباه اللازم إلى كنائس الإنتشار كجناح متنامٍ لكنيستنا السريانية، ورفده بالكهنة المهيَّأين تهيئة جيدة وبالدعوات لمتابعة خدمة أبنائنا، والحفاظ على التواصل مع تراثنا الكنسي وبين الأبرشيات الأمّ وجماعات الإنتشار.
شؤون المؤسسات الرهبانية والمعاهد الكهنوتية.
وخرج الآباء بهذه المناسبة ببعض التوصيات:
فيما يشيد آباء المجمع بالحرية والأمان اللذين ينعم بهما لبنان، يناشدون القادة السياسيين لنبذ خلافاتهم، فيلتفوا حول مؤسساتهم الدستورية. ومن أجل انقاذ لبنان من الفراغ والفوضى والشلل، يهيبوا بهم أن يزيلوا كل العقبات أمام تشكيل حكومة مسؤولة وفاعلة تخدم مصلحة لبنان فوق كلّ شيء، وطناً للعيش المشترك والحرية، وتعالج الضائقة الإقتصادية والبطالة المتفشّية لا سيّما في صفوف الشباب. يرفع الآباء صلاتهم، منضمّين إلى كلّ ذوي الإرادات الصالحة، من أجل عودة السلام والإستقرار في سوريا، و يشجبون أساليب العنف والمقايضة على حياة الناس في حرب يدفع الشعب ثمنها، كما يدينون كلّ تدخّل خارجي، من حكومات أو مجموعات. ويدعون إلى تفضيل لغة الحوار على لغة السلاح، لغة الإعتراف بالآخر شريكاً على لغة الإستئثار، لغة التطوير والإصلاحات الحقيقية على لغة الإدانة والرفض. يجدّد آباء المجمع دعوتهم الملحّة إلى قادة العراق السياسيين والدينيين كي يرجّحوا جانب التفاهم والتفاوض الهادئ لحلّ القضايا العالقة بغير لغة العنف، مستنكرين مسلسل التفجيرات العبثية التي تحصد نفوس الأبرياء كلّ يوم. ويعربون عن أملهم في أن ينعم الشعب العراقي أخيراً بالأمان والإستقرار، في جو المواطنة المتساوية والمسؤولة، من دون تمييز في الدين أو القومية أو المذهب أو الطائفة، بين أكثرية وأقلية. يعرب المجمع عن تأييده لكلّ مبادرات توحيد الصف الفلسطيني لضمان حقوق الشعب الفلسطيني وكرامته، وصولاً إلى قيام دولته المستقلة لتأخذ موقعها السلمي بين دول المنطقة، ويبني الشعب الفلسطيني ذاته ومؤسّساته بصورة طبيعية. يدعو الآباء كلّ الأطراف في مصر إلى احلال السلام والأمان في أرض الكنانة، بالعدل والمساواة بين جميع المكوّنات، ويرفضون التطرّف الديني والتدخّل الأجنبي اللذين كادا يؤدّيان إلى حرب أهلية وتقسيم الوطن، وقد نجمت عنهما اضطرابات واعتداءات على دور العبادة والمقدّسات، ويسترحمون الله على أرواح الشهداء.6. وإذ يثمّن آباء المجمع بادرة قداسة البابا فرنسيس في الدعوة إلى يوم صلاة وصوم في العالم أجمع في 7 أيلول المنصرم من أجل السلام في سوريا والشرق الأوسط، هو القائل: “فلتصمت الأسلحة وليُفسَح المجال للسلام”، يتوجّه آباء المجمع إلى الحكومات والأنظمة في بلدان الشرق الأوسط لتأمين الحقوق الدستورية الكاملة للمسيحيين في أوطانهم، فيتمتّعوا بالمشاركة المتكافئة في حياة بلادهم، ويهيبون بأبنائهم للمساهمة بكلّ طاقاتهم وكفاءاتهم في بناء أوطانهم. كما يدعو آباء المجمع أبناءهم وبناتهم أن يتمسّكوا بالإيمان ومحبّة الكنيسة، وأن يعوا رسالتهم كشهود لإنجيل السلام وكجسر للمصالحة والتلاقي بين أبناء الديانات والقوميات، ويحثونهم على الثبات في الرجاء والصبر والتمسّك بالأرض.
أمين سرّ المجمع المطران باسيليوس جرجس القس موسى
دير الشرفة في 5/10/2013