بعد كلمة كاهن الرعية الخوري ايلي قديسي تحت عنوان “هلم ايها الراعي الصالح”. ألقى الراعي كلمة شكر شدد فيها على معاني الرجاء في الحياة المسيحية، داعيا الى معرفة حقيقة هويتنا ورسالتنا. وقال: “الشر لا يدوم وأماننا ان الذي قام من الموت يقيمنا من كل صعوبة، والمهم ان لا نيأس، نحن نصمد بالايمان والرجاء ونتابع طريقنا بثبات، وهذا اكثر ما نحتاج اليه اليوم في لبنان، حيث تصب نتائج كل الخلافات السياسية والمذهبية في العالم العربي مع التدخلات الدولية لاهداف سياسية ومصالح اقتصادية، تحت شعارات مختلفة، ولذلك علينا ان نكون مدركين لكل هذه المخاطر، وان نواجهها بوحدتنا الوطنية وبمصالحة اللبنانيين جميعا على مختلف انتماءاتهم السياسية والحزبية والمذهبية”.
ومن الفريكة توجه البطريرك الراعي الى بلدة بيت شباب، حيث استقبل بصالون السيدة الكبرى رئيس واعضاء المجلس البلدي والمخاتير ووفود رعايا بيت شباب مع كهنتها رعية مار يوحنا الحبيب، رعية مار انطونيوس، رعية سيدة الغابة، رعية سيدة البزاز، رعية مار ساسين ورعية السيدة الكبرى، حيث احتفل بالقداس الالهي، عاونه فيه المطارنة كميل زيدان، يوسف بشارة وبولس الصياح ولفيف من الكهنة والرهبان بحضور حشد من المؤمنين من ابناء رعايا بيت شباب والمنطقة.
بعد بيت شباب زار غبطته رعية مار جرجس – الشاوية حيث اقيمت الصلاة، ثم القى كاهن الرعية الخوري جان الرامي كلمة ترحيب اعتبر فيها ان الرعية ترى في البطريرك الراعي صورة الراعي الحقيقي ولا أحد يمكنه ان يفصلها عن محبته أو يمنعها من الوثوق بكلامه. بدوره رد غبطته بكلمة شكر قال فيها: “شكرًا على صلاتكم التي عبرت عن ايمانكم العميق ومحبتكم للكنيسة وارتباطكم بها. نزيد قناعة بان شعبنا المسيحي بثباته على ايمانه وقيمه يحمل الحل لكل المشاكل التي تعترض مجتمعنا وبلدنا لانه يحمل قيم الانسان وحضارته. المسلمون والمسيحيون في لبنان اسسوا نظام وطن قائم على ميثاق ١٩٤٣. نحن في لبنان نحمل هذه الرسالة. انتم صليتم للطوباوي يوحنا بولس الثاني الذي يقول ان عيش المسيحيين لمسيحيتهم وحمل ثقافتهم في لبنان هما الضمانة لكل مسيحيي الشرق الاوسط. هذا ما كرّره المجمع البطريركي بقوله: اذا عرف المسيحيون ان يمحلوا رسالة العيش معًا، فهم يحملون للعالم العربي الحل في الانتقال الى مجتمع اشبه بلبنان كنموذج للعيش معًا. امام الصعوبات التي نعيشها في لبنان لا يجب ان نضعف بل ان نتقوى ونستمر لانها الساعة. علينا توحيد ذواتنا. والشعار “شركة ومحبة” هو رسالتنا وهويتنا. نزوركم لنعيش معكم جمال الشركة والمحبة. نلتقي كهنتنا وابناء رعايانا ونشجع مسيرة ايمانكم ونهنئكم على ما تقومون به من مشاريع اعمار لكنائس وقاعات وبيوت كهنة ونوادٍ. لكن لنا ايضًا هدف آخر من زيارتنا هو ان نقول للسياسيين: نحن هنا، نحن موجودون. لا يستطيع احد ان يغيّبنا. نلتمس من الله عطية السلام، وان يعطينا النعمة لبناء السلام من اجل شعوب الشرق الاوسط لكي يحافظوا على ثقافتهم وعيشهم معًا. يجب علينا ان نستحق السلام. ان نستحق الخروج من الازمات. بروح الغفران والمصالحة تخرج الأوطان من ازماتها. الناس عندما يضعون الله جانبًا يشرّعون لانفسهم استغلال المصلحة العامة من اجل مصالحهم. السياسة فن نبيل لكنهم يجعلون منها فنًا للتهجير والفقر والاستغلال والقهر… في لبنان هناك يد الله وسيدة لبنان التي كرسنا لها لبنان والشرق الاوسط فهي تمد يدها وتنتشلنا من كل ازماتنا.
اما ختام زيارة الكردينال الراعي الراعوية الى ابرشية انطلياس فكان في دير مار جرجس – بحردق.