وفي كلمة ألقاها أمام الدول الخمس عشرة الأعضاء في المجلس سلط المطران شوليكات الضوء على ارتياح الكرسي الرسولي لاستئناف محادثات السلام المباشرة بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية آملا أن تؤدي هذه الخطوة إلى إعادة إطلاق عملية السلام في المنطقة بدفع أقوى. وذكّر بأن المدنيين العزل هم من يدفعون غالبا ثمن الصراعات المسلحة مع التشديد على أهمية التوصل إلى حلول سياسية لجميع المشاكل الراهنة في الشرق الأوسط بما في ذلك مشكلة اللاجئين وتردي الأوضاع الاقتصادية.
لم تخل مداخلة رئيس الأساقفة من الإشارة إلى الوضع الخطير في سورية مذكرا بالنداءات المتكررة التي أطلقها البابا فرنسيس لصالح السلام في البلد العربي. وتابع شوليكات يقول: إن الكرسي الرسولي يحث جميع الأطراف المتورطة في النزاع على وضع حد لأعمال العنف فورا وإطلاق عملية سلمية من خلال المشاركة في مؤتمر جنيف اثنين المرتقب انعقاده الشهر المقبل في المدينة السويسرية.
كما أشار مراقب الكرسي الرسولي الدائم إلى الأوضاع الخطيرة التي يعيش فيها أكثر من أربعة ملايين مهجر داخل سورية، بالإضافة إلى مليوني لاجئ على الأقل نزحوا إلى الدول المجاورة. ولفت أيضا إلى التحديات التي تواجهها الدول المضيفة، مع ما يترتب من تبعات على الاستقرار في المنطقة بأسرها. وأكد سيادته التزام الكنيسة الكاثوليكية في توفير الدعم الإنساني للاجئين والمهجرين السوريين، بدون التمييز بين الأشخاص على أساس الانتماء العرقي أو الديني.
كما عبّر عن قلق الكرسي الرسولي حيال نزوح المسيحيين عن المنطقة، بسبب قوى متطرفة تهاجم الجماعات المسيحية من خلال العنف الأعمى. وقال إن المسيحيين يُرغمون على الهجرة تاركين وراءهم تاريخا عمره أكثر من ألفي سنة، وهذا واقع لا يمكن القبول به، إذ إننا نرى أن ما حصل في العراق يتكرر اليوم في سورية، لافتا إلى أن مجموع عدد المسيحيين في العراق تراجع بنسبة سبعين بالمائة.