بعد اللقاء سؤل البطريرك الراعي عن اجواء اللقاء مع سمو الامير وعن تأثير التغيير على السياسة مع لبنان، فقال: “لقد فرحت كثيرا بانفتاح الامير وشعرت بهذا السمو الذي يستحقه بامتياز. فهو يملك رؤية بعيدة للأمور وشعرنا كم هو منفتح ومعتدل ومع الحق والسلام. لقد عبّر لنا عن توقه لنهاية الحروب في الشرق، مؤكدا دعم قطر الدائم للضحايا البريئة.”
وعن امكانية مساعدة قطر في عملية إطلاق سراح المطرانين المخطوفين، اشار غبطته “ان سمو الامير وعدنا بالقيام بكل جهده في هذا الشان، واكد لنا انه سياخذ على عاتقه قضية البحث عنهما وانه سيضع كل قوته لمعرفة مصيرهما واطلاق سراحهما انشالله.”
وردا على سؤال حول خوف بعض اللبنانيين المقيمين في الخليج بعد الاحداث الاخيرة وعما اذا ما سمع اية تطمينات حول وضعهم اوضح صاحب الغبطة ان “الامير لم يطمئننا وحسب، وانما اعرب لنا عن محبته للبنانيين. كذلك فعل رئيس مجلس الوزراء الذي قال انه يأخذ على عاتقه ان يتابع اللبنانيون عملهم وان تفتح امامهم مجالات عمل كثيرة، مشددا على الثقة الكبيرة بهم. هذا ما سمعناه من سمو الامير ورئيس مجلس الوزراء اللذين اكدا على محبتهما للبنانيين وضرورة تواجدهم في قطر واعدين بتسهيل امورهم.”
وعما اذا كان هناك اي توجه لدى قطر لتعزيز الإعتدال في الشرق في ظل التجاذبات على الصعيدين المذهبي والديني، أشار الكردينال الراعي الى ان “الامير مع الإعتدال. وهو ضد اي حرب او صراع بين المذاهب. انه من دعاة ان المسيحية قيمة والإسلام قيمة وهذه القيم تجمع الكثير فيما بيننا، ويجب الحفاظ عليها. واضاف غبطته ” لقد اعرب الامير تميم اكثر من مرة انه ضد الحرب والحركات الاصولية لأنها لا تخدم الدين. لقد سمعنا هذا الكلام وشعرنا اننا نتحدث مع انسان يحمل هم الإعتدال وايضا همّ العيش معا. لقد كرر اكثر من مرة انهم ضنينون كثيرا على بقاء المسيحيين في المجتمعات الإسلامية لان في ذلك بناء لثقافة غنية من قبل الإثنين، مبديا استعداده للتعاون الى أقصى الحدود في هذا الموضوع.”
وعن دور قطر في حوار الحضارات، ختم غبطته قائلا:” “لقد هنأنا قطر على كل المبادرات التي قامت بها في الماضي والتي تقوم بها اليوم في ما يتعلق بكل ما هو حوار بين الحضارات والاديان. فقطر مارست هذا الدور على عهد سمو الامير حمد ايضا، لقد كانت هناك مؤتمرات عدة وكانت مشاركة من قبل الفاتيكان وكنيستنا في لبنان. واليوم يؤكد الامير تميم مواصلته هذا العمل. ونحن نعتبر ان هذا الترقي والتقدم والإزدهار ليس فقط على المستوى الحياتي وحسب وانما هو الترقي على مستوى القيم الروحية والاخلاقية ايضا، وهذا ما لمسناه من سمو الأمير.”
والتقى البطريرك الراعي ايضا رئيس مجلس الوزراء الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني وكان بحث في عدة قضايا مشتركة. وكانت دعوة من غبطته الى اعادة تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية العربية في لبنان. واذ اكد ان المسيحيين هم اصيلون في بلدان الشرق وقد بنوه مع اخوتهم المسلمين رفض غبطته اية محاولة لتفريغ الشرق من ابنائه عامة ومن مسيحييه خاصة مؤكدا على وجوب حماية الثقافة العربية المشتركة.
بعد ذلك زار غبطته مسجد محمد بن عبد الوهاب وهو اكبر مسجد في قطر، وكان في استقباله وزير الاوقاف السيد غيث الكواري. وبعد جولة على ارجاء المسجد وعلى مكتبته تمنى البطريرك الراعي “ان تبقى قطر ارض سلام وخير وان تحمل القيم السماوية لثقافة الشعوب لافتا “عندما دخلنا المسجد، رأينا الفن البسيط والمليء بالرفعة. انه التواضع والسمو والغنى، ما يعني ان الإنسان عليه ان يكون دائما امام الله سبحانه وتعالى صغيرا. فقول “الله اكبر” يشعرنا فعلا كم ان الله هو اكبر من الجميع. لا يكفي ان نقول ان الله هو الاكبر من الجميع بل علينا ان نستمد قيمنا الروحية من جلالته لكي نبني مدينة الارض. وبدخولنا المسجد، لمسنا ايضا كم ان قطر تستوحي هذه القيم السماوية، فهذا السخاء الظاهر امامنا هو تجسيد ودليل على عيشها حضارة منفتحة على كل الناس، ونحن كلبنانيين في قطر نشعر وكاننا في وطننا لبنان. هذه المشاعر تعطينا امثولة لنا جميعنا وهي انه لا يمكن لنا ان نعيش امام الله الا كاخوة، على تنوعنا. وان نكون جماعة سلام. نحن ضد كل ما هو اساءة الى الله واول اساءة الى الله هي الحروب التي تعتدي على خلائقه الموجودة على ارضنا. اشكر معالي وزير الاوقاف الشيخ غيث على هذه الزيارة التي تركت فينا اثرا طيبا وخصوصا بعد لقاء سمو الامير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء.
وظهرا اقام الوزير السيد عبدالله بن حمد العطيه رئيس هيئة الرقابة الادارية والشفافية غداء على شرف غبطته حضره عدد من الوزراء والمسؤولين القطريين.