صرّح القائد الروحي للمسيحيين في سوريا إبّان حديث له في قاعة كاتدرائية ويستمينيستر عن المشاكل التي يواجهها المسيحيون في سوريا من انفجارات وخطف وابتزاز مالي. تحدّث البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك إلى أكثر من 300 محسن إلى عون الكنيسة المتألّمة: “تمشي سوريا درب صليب دموي يمتدّ على طول طرقات البلاد”.
وأضاف البطريرك قائلاً: “يمكن أن تظنّوا أنّ هذا المكان هو آمن أو ذاك غير آمن، إنما في الوقت الحالي يوجد خطر أن تُقتل بانفجار أو صاروخ أو طلقة رصاص، ناهيك عن الخطف أو أخذ الرهائن للحصول على فدية أو القتل. يتمّ قتل المسيحيين باعتبارهم “عنصر ضعيف” ومصدر يضمن الفدية. إنّ العديد من كهنتنا وشعبنا وأقربائنا وأصدقائنا قد تمّ اختطافهم”.
وإذ نشير إلى الأحداث التي حصلت في معلولا في الشهر المنصرم عندما حاول الجهاديون إجبار المسيحيين اعتناق الدين الإسلامي، ذكر البطريرك أنّه لا يزال العديد من القرويين مفقودين وجميع السكان قد لاذوا بالفرار. “خُطف أربعة أشخاص منذ الرابع من شهر أيلول ولا نعلم أين هم”. وبحسب البطريرك فإنّ 450 ألف مسيحي قد غادروا سوريا أو يتنقّلون في داخلها من بينهم عائلة والده. وشرح البطريرك كيف أنّ الإسلاميين المتشدّدين يصعّبون الحياة أمام المدنيين: “يتمّ التحكّم بيبرود ليس من قبل قوّات المعارضة فحسب بل من قبل الجهاديين أيضًا. لا توجد مشكلة مع المعارضة إنما يختلف الأمر مع الجهاديين”.
وأضاف قائلاً: “يدفع المسيحيين ابتداءً من العام 2012 35 ألف دولار شهريًا من حصصهم ولربّما حصة المسلم هي أكثر من ذلك. إنما اليوم وبالإضافة إلى هذا الدفع الشهري فقد تمّ تفجير الكنيسة القديمة في يبرود في 16 تشرين الأوّل، كنيسة قسطنطين وهيلانة، التي تعود إلى ما قبل المسيحية إذ كانت في السابق معبدًا لجوبيتر وتحوّلت فيما بعد إلى كنيسة قديمة جميلة. وضعوا القنابل في الكنيسة وتمّ اكتشاف قنبلتين ولكن تمّ تفكيكهما: وواحدة منهما كانت في كرسي الاعتراف”.
لقد أشار إلى أنّ العديد من المسلمين العاديين يعانون أيضًا تمامًا مثل المسيحيين ووصف التاريخ الديني الذي كان يجمع هاتين الديانتين وأكّد أنّ غالبية الجهاديين يأتون من خارج سوريا من أجل الانضمام إلى ساحة القتال. كذلك قامت الأخت حنان من أخوات الراعي الصالح بشرح عمل الجمعية مع اللاجئين في لبنان ثمّ إنّ جون بونتيفكس أحد كتّاب تقرير “مضطهدون ومنسيون؟” قد سلّط الضوء على الوضع في الشرق الوسط ونيجيريا وحيّى شجاعة وعزم المسيحيين للشهادة على إيمانهم بالرغم من المصاعب والاضطهادات التي تعرّضوا لها. تابعت الأخت حنان بأنّ المساعدة تصل إلى “النساء والأولاد الذين أصيبوا بجروح” في المركز الطبي في بيروت. وشكرت كلّ المحسنين في عون الكنيسة المتألّمة على “قلوبهم الكريمة والسخية” مردّدةً امتنان البطريرك: “أودّ أن أشكر كثيرًا هذا العمل الخيّر الرائع التي تقوم به عون الكنيسة المتألّمة”.
* * *
نقلته إلى العربية ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية.