نذكر جميعًا بأن البابوات الذين شغلوا كرسي بطرس كانوا جيدين، وطيبين ومنهم حتى قديسين. في المقابل، حظينا أحيانا ببابوات فاسدين فمنهم من كان سكيرًا، ومستبد، ومتعطش للدماء. فلنفكر معًا بالأمر، أول بابا، أي القديس بطرس، هو بنفسه نكر يسوع ثلاث مرات، في الوقت الذي كان الرب بأمس الحاجة لصديق وفي.

لا عجب إن أسمينا حقبة البابوات "قديسون وخطأة" بما أننا اختبرنا النوعين، ولا عجب إن تذكرنا عائلة "بورجيا" التي تحدر منها عدة بابوات فاسدين. ما هو ملحوظ، أن الكنيسة تستمر في التقدم على الرغم من فساد بعض البابوات! فيسوع قد قال: "أنا معكم حتى انتهاء الدهر!" (أي هو مع كنيسته).

أنا أفكر ببعض البابوات الذين أعرفهم:

بيوس الثاني عشر، الذي توفي عندما كنت في الثامنة، هو رجل تقي، وعاش الزهد، وتحلى بالمهارات الدبلوماسية، وسعة الاطلاع اللاهوتية. أتذكر معلم الصف الثالث الذي علق حين ركعنا لصلاة الوردية عند سماعنا خبر وفاة البابا في عام 1958، وقال "نحن جميعنا أيتامًا روحيين الآن، وأنا لا أعرف من يمكن أن يحل مكانه بعد أن كأبينا كأبينا الأقدس ل19 سنة!"

وحده الروح القدس لم يشعر بالقلق، وحصلنا على الطوباوي يوحنا الثالث والعشرون. عندما توفي في عام 1963، نشرت صحيفة صورة كرتونية تظهر الكرة الأرضية بوجه رجل يبكي. ثم جاء بولس السادس، الذي قاد الكنيسة بشجاعة وحكمة خلال السنوات الأخيرة للمجمع.

بالكاد نتذكر ال33 يومًا للبابا يوحنا بولس الأول في أيلول 1978 ولكنه أسرنا بدفئه وابتسامته وصدقه. ولكن علينا أن نتذكر بالتأكيد مع الرهبة والتفاني السنوات السبع والعشرين لمن سيكون قريبا بين القديسين وهو يوحنا بولس الثاني حل مكان صياد السمك (القديس بطرس). وقد تعالت الصيحات في جنازته تقول ("أعلنوه قديسًا الآن!")، وبدأ الشعب يشير اليه باسم يوحنا بولس العظيم.

وكان خليفته، البابا بندكتس السادس عشر، فقط ما نحتاجه بعد البابا يوحنا بولس الثاني، وتحدانا بتعاليم جديرة بممثل المسيح. ونحن لا زلنا منذهلين من تصرفه المتواضع في الاستقالة من كرسي بطرس لئلا تعاني الكنيسة من بابوية هشة.

وأما اليوم؟ فليحيا البابا!! أغرم العالم بابابا فرنسيس. لو كان لدي دولارًا يمثل محبة كل شخص التقيته للبابا فرنسيس لكنت امتلكت المبلغ الكافي لإصلاح كاتدرائية القديس باتريك!! لذلك، فلنواجه الأمر: حظينا بعدد غير قليل من الباباوات خلال 2000سنة الذين كانوا ثمارًا طيبة، أشكر الله أن يسوع هو المسؤول عنا!

ولكن، في ذاكرتنا اليوم، لدينا بابوات قديسين، وطيبين. هذه هي "الأيام الخوالي الجميلة" بالنسبة لنا ككاثوليك.

***

نقلته الى العربية (بتصرف) نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية