البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في الجمعية العامة للمجلس البابوي للعائلة

استقبل قداسة البابا فرنسيس هذا الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في الجمعية العامة الحادية والعشرين للمجلس البابوي للعائلة برئاسة المطران فينشينسو باليا، ووجه كلمة لزائريه استهلها مذكّرا بما جاء في الإرشاد الرسولي “وظائف العائلة المسيحية في عالم اليوم” للطوباوي يوحنا بولس الثاني حول أن العائلة هي جماعة حياة، وأضاف يقول إن العائلة هي المكان الذي نتعلم فيه الحب، والمركز الطبيعي للحياة البشرية، وهي مكونة من أشخاص يحبون ويتحاورون ويبذلون حياتهم من أجل الآخرين ويدافعون عن الحياة، لاسيما الأكثر ضعفا. وبكلمة، نستطيع القول إن العائلة هي محرّك العالم والتاريخ. وأشار البابا إلى أن كل واحد منا يبني شخصيته الخاصة في العائلة، من خلال النمو مع الأم والأب، الإخوة والأخوات. فالعائلة هي المكان الذي نحصل فيه على الاسم، وهي مكان المشاعر وحيث نتعلم فنّ الحوار والتواصل مع الأشخاص. وفي العائلة أيضا، يعي الشخص كرامته الخاصة، وكرامة كل شخص، لاسيما المريض والضعيف والمهمش.

Share this Entry

أثنى البابا فرنسيس على إيلاء المجلس البابوي للعائلة اهتماما خاصا بشرعة حقوق العائلة في الذكرى الثلاثين لصدورها وتحديدا في الثاني والعشرين من تشرين الأول أكتوبر من العام 1983، وتابع قائلا إن العائلة مؤسسة على الزواج. فمن خلال فِعل حب أمين، يشهد الأزواج المسيحيون على أن الزواج، ولكونه سرًا، هو الأساس الذي تُبنى عليه العائلة ويجعل الاتحاد الزوجي أكثر متانة. وأضاف الحبر الأعظم: في الزواج هناك عطاء كامل بلا حسابات، من خلال تقاسم كل شيء، بالاتكال على عناية الله. وباستطاعة الشباب أن يتعلموا هذا الاختبار من الآباء والأجداد. فهو اختبار إيمان بالله وثقة متبادلة وقداسة، لأن القداسة تقتضي أيضا بذل الذات بأمانة وتضحية يومية.

وتابع الحبر الأعظم كلمته للمشاركين في الجمعية العامة للمجلس البابوي للعائلة متطرقا إلى الطفولة والشيخوخة، وقال إن الأطفال والمسنين يمثلون قطبي الحياة، وأشار إلى أن المجتمع الذي يهمل الأطفال ويهمش المسنين يقطع جذوره. فكل مرة يُترك فيها طفل أو يُهمش مسن، تابع البابا يقول، لا يُرتكب عمل ظالم فقط، إنما يؤكَّد فشل ذاك المجتمع. إن الاهتمام بالصغار والمسنين هو خيار حضاري. وأشار البابا إلى أن “البشرى السارة” للعائلة جزء هام جدا للبشارة بالإنجيل، يستطيع المسيحيون إيصالها للجميع من خلال شهادة الحياة. ويمكن التعرف على العائلات المسيحية بحق من خلال الأمانة والأناة والانفتاح على الحياة واحترام المسنين. والسر في ذلك حضور يسوع في العائلة. فلنقدم للجميع أيضا ـ باحترام وشجاعة ـ جمال الزواج والعائلة المستنيرين من الإنجيل. ولهذا فلنقترب بمحبة من العائلات المعانية من المصاعب، وتلك المجبرة على ترك أرضها، والتي لا مسكن لها أو عمل، أم تتألم لأسباب عديدة؛ ومن الأزواج الذين يعيشون أزمة أو انفصلوا.

وختم البابا فرنسيس كلمته للمشاركين في الجمعية العامة للمجلس البابوي للعائلة آملا بأن تقدّم الأعمال إسهاما غنيا بانتظار انعقاد السينودس الاستثنائي للأساقفة المخصص للعائلة العام القادم، موكلا الجميع إلى حماية عائلة الناصرة المقدسة.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير