بدأ الحاخام دافيد روزن كلامه بطلب مغفرة من الخالق عن كلّ مرّة لم يحترم مجتمعه الصورة الإلهيّة التي على مثالها خُلقت النساء.
وقال “لقد أخطأنا بحقّ النساء وبالتالي بحقّ الله. فالعنف تجاه النساء مستمرّ من جيل إلى جيل.
أمّا الآن فسأدخل بعلم الدفاع عن العقائد المسيحية لأضعَ هذا الوضع الحزين في إطار ولأظهر القيم التي يجب أن تقودنا في ما يخصّ كرامة المرأة”.
إنّ معظم الديانات وخصوصًا تلك الإبراهيميّة لطالما اعتبرت أنّ النساء غرضٌ يخصّ الرجال. وفي حين تعرض بعض نصوص الكتاب المقدّس “إشكالية” حول وضع المرأة إلّا أنّها تمثّل خطوة مهمة جدا نحو استعادة كرامة المرأة التي هي هبة من الله.
فإنّ التعليم الديني الذي يُفيد بأنّ كلّ إنسان مخلوق على صورة الله ومثاله يحمل أهميّة كبيرة.
ومنذ القدم، كان الحكيم ميشنا بن أزاي يعتبرُ هذا التعليم المبدأ الأهمّ في الكتاب المقدّس كلّه.
لذا فتُعتبرُ كلّ إهانة أكانت موجّهة إلى رجل أو امرأة تجديفٌ بحقّ الله. وبالنسبة إلى بن أزاي أنّ الآية التي تقول “أحبب قريبك حبّك لنفسك” هي الوصيّة الأساسيّة في التوراة.
ويُضيف الحاخام روزن قائلًا إنّ الكرامة هي قيمة مقدسة، بغض النظر عن الطريقة التي نُعامل بها الشخص، ولكن أيضًا بغض النظر عن الطريقة التي يُعامل بها المرء نفسه.
لذا فإنّ العنف ضدّ أي شخص إن لك يكن في إطار الدفاع عن النفس هو أمر محظّر ويضيف أنّ الحكماء يعلّمون أن الإنسان الذي يرفع يده لضرب شخص ما أن هو إنسان سيء (التلمود البابلي، سنهدرين ٥٩ ب).
وتابع الحاخام دافيد روزن قائلًا إنّ التوراة تعلمنا أن الله يحبّ الناس الضعفاء وللتشبّه بهذه الصفات الإلهيّة، علينا نحن أيضًا أن نحبّ الضعفاء.
فجاء في المزمور ٦٨، الآية ٢ “ليقم الله فيتشتّت أعداؤه ويهرب من وجهه مبغضوه”. ويفسّر الحكماء هذا المزمور قائلين أنّ داوود في المزامير يطلب من الله ٥ مرّات أن يقم ولكن الله لا يُجيبه. فمتى يقوم الله؟ الجواب هو في المزمور ١٢، الآية٦: “من أجل اغتصاب البائسين وتنهّد المساكين، أقوم الآن يقول الرب”.
وأنهى الحاخام قائلًا إنّ العنف ضدّ المرأة وخصوصًا معاملتهنّ كعبيد والإتجار بهنّ هو أمر قد تجاوز كلّ حدود البشريّة.
وهو ذلّ لأدياننا التي تعلم مبدأ الكرامة الإنسانية كهدية من الله، وهذا هو التحدي بالنسبة لنا جميعا، لنبذل المزيد والمزيد من الجهود لحماية المرأة وتعزيز مكانتها في مجتمعنا وخصوصا في مجتمعاتنا الدينية.