أتوجَّه ُ بتحيةٍ حارة إلى الحجّاج الناطقينَ باللغةِ العربية، لا سيما القادمين من الشّرق الأوسط. “إن أمَّ اللهِ – حَسَبَ تعليمِ القديسِ أمبروسيوس – هي صورةُ الكنيسةِ في الإيمانِ، والمحبةِ، والاتّحادِ الكامل بالمسيح”. أَستودِعُكم جميعاً شفاعةَ مريمَ الأُموميّة، أنتم المتدّينون لها بشكل خاص، وأمنحكم جميعاً البركة الرسولية!
Speaker
[إنّ مريمَ العذراء هي صورةُ الكنيسةِ ومِثالُها في الإيمانِ، والمحبةِ، والإتّحادِ الكاملِ بالمسيح. أولاً، في الإيمان: منذُ أن أجابتِ الملاكَ بـ”نعم”، حصلت مريم على نورٍ جديد: ها هي تُفكِّرُ مَليًّا بيسوعَ، ابن الله، الذي أخذَ جسداً من أحشائها النقيّة، وتحقّقت فيه مَواعيدُ تاريخِ الخلاصِ بأكمله. فإيمانُ مريم هو إتمامٌ لإيمانِ إسرائيل، وفي هذا المعنى، أضحت مريم نموذجاً لإيمان الكنيسة التي تجعل من المسيح محوراً لها. ثانيًا، في المحبة: لنتأمّل في استعدادِ مريم لخدمة نسيبتها أليصابات. فهي لم تساعدها وحسب بل حملت يسوعَ إليها، الذي حوّل فرحة زكريا وأليصابات بالحبل بيوحنا إلى فرحٍ تامٍ وعميق. هكذا الكنيسة: فهي ليست منظمة إنسانية، إنّما مُرسلة لتحملَ المسيحَ وإنجيلَهُ إلى الجميع؛ الكنيسة لا تحمل ذاتها للآخرين، بل محبةَ الله والمسيح، التي تُحوِّلُ الرجالَ والنساء، وتجدِّدُ العالم. ثالثاً، في الاتّحادِ الكاملِ بالمسيح، والذي ظهر جليًّا في كل عملٍ كانت تقومُ به. اتحادٌ بلغ ذروته فوق الجُلجُلة: هنا اتّحدت مريم بابنها في شهادة القلب وفي تقدمة الحياة للآب، من أجل خلاص البشريّة جمعاء].© جميع الحقوق محفوظة 2013 – حاضرة الفاتيكان