ما جمعه الله لا يفرّقه إنسان!

عيش سريّة الزواج هو أن نشهد للنعمة الممنوحة لنا من عند الله

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بعد الإعلان عن السينودس الذي سينعقد في تشرين الأول المقبل في العام 2014 حول العناية الرعوية للعائلات، طُرحت بعض الأسئلة التي تدور حول الطلاق وزواج المؤمنين مرّة أخرى وكلّ ما له علاقة بالأسرار قامت صحيفة لوسيرفاتوري رومانو بنشر مقالة حول قوّة النعمة التي يتحلّى بها الزوج والزوجة عندما يتّحدان معًا تحت سرّ الزواج. ومن أجل تعميق الفهم حول هذا الموضوع وبغية أن يعلم أكثر الكهنة كيف يوجّهون رعاياهم، قامت لوسيرفاتوري رومانو بنشر المقالة بطريقة تتفق مع حقيقة عقيدة الإيمان.

إنّ مسألة الزواج بدأت منذ العهد القديم وذُكرت مع ملاخي وموسى ووردت في سفر الخروج أيضًا وعندما سئل يسوع عن الزواج أتى جوابه واضحًا وصريحًا: “ما جمعه الله لا يفرّقه إنسان (متى 19: 4-9). ثمّ تابع القديس بولس في رسالته الأولى إلى كورنتس: “وأما المتزوجون فأوصيهم ولست أنا الموصي بل الرب، بأن لا تفارق المرأة زوجها، وإن فارقته فلتبقَ غير متزوجة أو فلتصالح زوجها وبألاّ يتخلّى الزوج عن امرأته” (1 كو 7: 10 -11) وتطرّق إلى كلّ أبعاد العيش في الزواج حين قال: “وأما الآخرون فأقول لهم أنا لا الرب: إذا كان لأخ امرأة غير مؤمنة ارتضت أن تساكنه، فلا يتخلّ عنها، وإن كان لامرأة زوج غير مؤمن ارتضى أن يساكنهاـ، فلا تتخلّ عن زوجها، لأنّ الزوج غير المؤمن يتقدّس بامرأته، والمرأة غير المؤمنة تتقدّس بالزوج المؤمن، وإلاّ كان أولادكم أنجاسًا مع أنهم قديسون” (1 كو 7: 12 – 14).  

يُفهم الزواج بحسب المجمع الفاتيكاني الثاني بأنه اتحاد متواصل من الحياة والحب والجسد والروح بين الرجل والمرأة اللذان يقدّمان نفسهما بصورة متبادلة لبعضهما بعضًا. ونتيجة هذا التبادل الحرّ، يبحث كلّ واحد عن خير الآخر بخلوّ من الأنانية فيتشبّهان بإله المحبة الذي بذل نفسه في سبيل من يحبّ. وكما يحبّ المسيح الكنيسة كذلك على الزوجين أن يتمثّلا بهذا الرباط السامي الذي لا يُفصَل أبدًا.

لا يُمكن أن يُفهم الزواج إلاّ ضمن إطار سر المسيح، من هنا إنّ المسيحيين مدعوون لأن يعيشوا زواجهم بتجسّد كلمة الله. فمن يعيش بحسب “روح العالم” (1 كو 2:12) لا يمكن أن يفهم سريّة الزواج بل وحده الذي نال الروح الذي أتى من الله يعرف ما أنعم الله عليه من مواهب (1 كو 2:12). إنّ عيش سريّة الزواج هو كمن يشهد لقوّة النعمة التي أنعم الله عليه بها والتي تغيّر الإنسان من جذوره وتجعله يستعدّ لأورشليم الجديدة: “ورأيت المدينة المقدّسة، أورشليم الجديدة، نازلة من السماء من عند الله، مهيأة مثل عروس مزينة لعريسها”. (رؤ 21:2).

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير