المسيحُ، هو الإنسان الجديد، هو الإنسان الذي وضعَ لخلاص العالمْ من العبثيّة والهمجيّة ولاعطاء صورته وكرامته وحريّته وقيمته وحقيقتهِ .. ولا يناقض أبدًا إنسان العالم المعاصر .. فهذا هو ما يريده منّا يسوع المسيح الإنسان الجديد، أن نقلع الجذور العائليّة (السلبيّة لا الأصل وترك إكرام الأبوين !) ؛ لانها مستهلكة وبعيدة عن حقيقة يسوع، وثانيًا أن نعمل العجائب مع الله ومن خلال الطاعة البنويّة لله أبينا لا من خلال ترك الله .. وهذه هي مشكلة : أزمة الله اليوم في العالم المعاصر ، ونرى بوضوح المشاكل الكثيرة التي تعصف حياتنا والكآبة والضجر والملل وأنحراف الكثيرين الى أمور الشعوذة والسحر والفنجان وقراءة الأبراج .. تركوا الله الكاشف لكلّ شيء بأبنه وإلتجأوا إلى غاياتٍ سيئة لا تجدي نفعًا سوى التنفيس عن الجسد وثقلهِ ولحلّ الأزمات .. والناس فقط في وقت الأزمة تذهب الى ممارسة هذه الاشكال.. او للتسلية .. أصبح الإنسان رقمًا وعبثا بيد المجهول التقنيّ الكبير.. يا ليتنا نعود الى ذواتنا ونتصالح، فهذه العودة للذات، هي التي سترينا كلّ الحقيقة .. وتنعكس في حياتنا ونكوّن أنسانيّة سويّةً متصالحةً مع الكون .. فجسدنا هو جسد الكون وأيّ ضرر في هذا الجسد البشري هو ضررٌ للكون كلّه ..
المسيح أصبحَ لنا ، هدفا للمستقبل، به ، نرى ونتحرّك ونوجد ، ولا يمكن أن يشغلنا عنهُ لا علم ولا حداثة ولا تقنيّة ولا تكنولوجيا ، فالمسيح هو مقياس ومسطرة لنا ، لا العلم والتكنولوجيا…!