عبّر كبار الرؤساء في الرهبانيّة اليسوعيّة في الشرق الأوسط وأوروبا عن فرحهم لتجاوز سوريا مرحلة الهجوم الخارجي الأميركي الذي كان يبدو أكيدًا منذ بضعة أسابيع خلت. وإذ ذكروا في مطلع بيان وردنا اليوم بكلمات البابا فرنسيس القائل: “لم يسبق لاستخدام العنف أن جلب السلام في أعقابه”، أكدوا دعمهم لإطلاق العمليّة التي تهدف إلى “تدمير كلّ الأسلحة الكيماويّة التي يمكن إيجادها على الأراضي السوريّة”. كما ورحبوا “بالمفاوضات التي ابتدأت بهدف إقامة مؤتمر سلام من أجل سوريا”.
وفي هذا الإطار وجهوا نداءً إلى المجتمع الدوليّ جاء فيه:
أن يسعَوا بشكل ملحّ إلى وقف إطلاق نار تضمنه سلطة دوليّة.أن توضع خارطة طريق تحضّر لاجتماع كلّ أطراف الصراع.أن يدعوا إلى مؤتمر سلام من أجل التوصّل إلى اتفاق مشترك يحفظ حياة الشعب السوريّ.
ثم سلطوا الضوء على حالة اللاجئين التي باتت تشكل وضعًا طارئًا وخطيرًا إذ أن نحو ربع السكان باتوا من اللاجئين وهم بحاجة لعناية طبية وإنسانية طارئة.
وعبّر اليسوعيون عن رفض منطق العنف ناصحين المجتمع الدولي برفض تقديم “أيّ من أنواع الدعم، سواء الدبلوماسيّ أو العسكريّ، لكلّ طرف يروّج علناً لأيّ شكلٍ من أشكال العنف، التعصّب أو التطرّف”. لافتين بأنه “ينبغي أن يشكّل احترام الكرامة الإنسانيّة وكذلك احترام حقوق الإنسان معايير أساسيّة ومرجعيّة أوليّة لتقديم أيّ دعم ماديّ”.
وأخيراً، ذكروا بالحضور المسيحي في سوريا الذي يعود للعصور المسيحية الأولى والذي لطالما شكل “عنصراً لا ينفصل عن النسيج الاجتماعيّ بغناه الثقافيّ”، لافتين بان كل الحلول التي “تروّج لتهجير هذه الجماعات أو القضاء عليها غير مقبولة”. وشجعوا أخيرا الجماعات المسيحية للاستمرار بتقديم شهادة أمينة للإنجيل الذي يدعو إلى السلام، العدالة، المسامحة، التفهّم، والمصالحة.