نذكر يوم غد جميع القديسين، تلك "الغمامة العظيمة" التي تحدثنا عنها الرسالة إلى العبرانيين (الفصل 12)، والتي تحيط بنا لكي ننهض من كبوة الخطيئة ونستيقظ لنداء النعمة. كلنا تلقينا الدعوة إلى القداسة. فالله لم يخلق بشرًا من صنف ثانوي، ولذا ما من أحد يستطيع أن يقول: أنا لست مدعوًا للقداسة.
إن الخدمة التي نقوم بها لا تبغي أن تكون إعلامية فقط، بل أن تساعدكم، قراءنا الأحباء، لتذكر حضور الرب ومحبته في حياتكم وفي مسيرتنا معًا ككنيسة.
صلاتنا أن تكون ذكرى القديسين لكم ولنا حافزًا نحو النمو في القداسة ومحبة الرب.
سنغيب يوم غد ونتمنى لجميعكم بذكرى القديسين يومًا طيبًا وآمنًا.
لا تنسوا أن تلاقونا على الفايسبوك حيث نتبادل سوية ليس فقط الأخبار بل تعليقاتكن الثمينة.
يمكنكم أن تجدونا على الرابط التالي:
www.facebook.com/zenitarabic
سلام الرب يسوع المسيح مع جميعكم
فريق القسم العربي
وكالة زينيت العالمية
ومرّت ثلاث سنين، ولا زالت كنيسة سيدة النجاة تصرخ ثكلى لما جرى ويجري لأبنائها وبناتها في العراق كله والشرق الأوسط والعالم اجمع… سيدة النجاة، أم كل المسيحيين في العراق، لا بل هي كنيسة العراق كله… ألم تكن رمزاً لكل البغداديين؟ ألم تكن نقطة دالّة؟ فكل من اراد الوصول اليها: يكفي ان يقول لسائق الأجرة باللهجة البغدادية،والاغلب يكون مسلماً: الى أم الطّاق بلا زحمة.. ليقوده هذا الغريب نحو كنيسة ام الطاق (سيدة النجاة) دون ان يفكر بما تعنيه..
كانت رمزاً حياً فنشاط مؤمنيها وكهنتها مشهود له ، كيف لا وهي كانت تحتضن القريب والبعيد ولا زالت… حاولت يد التعصب والعمى والقبح قتلها بسلاح يخترق الاجساد ولكن هيهات ان يخترق الايمان… من خلال قتل ابرياء: اطفال، نساء، رجال، شيوخ، شباب، وفي مقدمتهم الابوان ثائر ووسيم اللذين يعزّ عليّ سماع صوتهم ورؤية ابتسامتهم وطيبتهم ايام كنا معا في المعهد الكهنوتي في بغداد – الدورة… كنتم خير المشجعين لكل من كان بحاجة ليتحلّى بالشجاعة…
ابونا ثائر وأبونا وسيم، أقول لكلٍّ منكما: أنت انسان تحب، والذي يحب لا يموت أبداً، بل يتمجد مع الرب يسوع في ملكوت الأحياء وفي قلب كل انسان محب.. عبثاً حاولت يد التعصب والانغلاق محو نور يسوع فيكم، فنور يسوع يشعّ دائماً من وسط غياهب الظلام لينطلق شعاعاً يبدّد كل بشاعة وألم…
ستأتي ساعة يظن فيها من يقتلكم انه يقدم فريضة لله، ألم تكن هذه كلمات يسوع؟ سيجرونكم الى المحاكم والسجون ويجلدونكم ويقتلونكم ، لأن السائر في طريق الحق يُقتَل، ولكنه يرفع الحقيقة عاليا ليراها الناظرون، فيقيمه الرب مكافأة على تفانيه وحبه…
نعم، كلمات حزينة قالها معلمنا يسوع، ولكنه عزّانا ايضاً بقوله: ثقوا، انا غلبت العالم… نعم، يسوع غلب العالم بمحبته وانتصر على الموت بمحبته، انتصر على البشاعة والقبح والاضطهاد والعنف بمحبته وردّها كلّها مغفرة… لذلك نحن على شاكلة معلمنا، نرد على العنف بالمغفرة والمحبة، نحب اعدائنا ونحسن الى من يسيء إلينا، فهؤلاء هم نحن…
لنحمل قلوبنا المتألمة والمتعبة إلى ربنا، ليشفينا ويعزّينا، فألمنا أكبر من أن يُحتَمَل.. ولكن، هو يحمل اوجاعنا ومعاصينا ويقدمها لنا فرحاً وسعادةً وشفاءً..
يا أم الطاق كما ينادوك بنوكِ يا كنيسة سيدة النجاة، طوقينا بمحبتك، طوقي العالم اجمع بمحبتك، وانجدينا بشفاعتك…
عذراً أمي كنيسة سيدة النجاة، فكلماتي لا توفي الرعب الذي حل فيك وفي ابنائك وبناتك… فالبشاعة التي حلت فيك لا تُقال بالكلمات، بل تْبكى بالعيون وتُصلّى بالقلب وتعاش بالمحبة… آمين
اؤمنُ بإنّ الله الذي خلقني ، من الأرض ، ونفخَ فيّ من نسمة حياتهِ الإلهيّة ، وأعطاني الحريّة ، والحبّ ، والعقل ، وخلقني على صورته ومثاله ، أؤمنُ بإنّ هذه الجُبلة _ أنا كياني _ وإن مُتّ ووُضعتُ في التراب ، من غير الممكن ، أنّ هذا الترابَ الذي نفخَ فيه الله الآب الحنون ، من روحه الحيّ .. سيمكثُ في الأرض – التراب، إلى الأبد ، بل سيقومُ كما تقوم ، البذرةُ بقوة خارجةٍ عن الأرض (الله – الحياة) ، ومن خلالي أنا ( الأرض – الجسد) .. فلا مرورَ أبدًا للروح الإلهيّ ، عبثا من الخارج عنّي وعن الأرض والواقع والتاريخ كأمر مفصول عنّي (إنه سرّ المصالحة القصوى في ذاتي الحقيقيّة – الوعي والتوحّد فيكَ ، ذاتي التي إنْ لم تتوحّد وتكونُ فيكَ ؛ فلا تكون ذاتا حيّة وشخصًا ، بل مادة فقط تائهة في زوايا الكون وضائعة لا حياة فيها!)، فالله لا حدّ له، ولا زمنَ له أبدًا ، فهو يحوي الكلّ ويملك الكلّ ، من دون أن يتمازج في الكلّ ، إنه سرّ الإختلاف – الخلق .. أحبّك يا أبي السماوي كم أنتَ عظيمٌ ، وكم عظيمٌ أبنكَ القدوّس الحيّ سيدي يسوع المسيح المصلوب والقائم من الموت ، وعلى رجاء قيامته ، أنا أؤمن بقيامتي معهُ ومع كلّ الجسد البشريّ – التاريخيّ لإنّك وحّدت أجسادنا وأقمتنا معكَ : وسّرك مخبوءٌ فينا وفي الكونْ .. ونهايةُ الكون ، هي أنتَ ، قرب محبّتك ورحمتكَ وسيادتها على الزمن والتاريخ .. ما أعظمَ جودَكَ وحنانكَ يا يسوع .. أحبّك
رسالة البابا الى الكاردينال كوش