ندوة "إعلان اسبوع الكتاب المقدّس" في المركز الكاثوليكي للإعلام

المركز الكاثوليكي للإعلام 31 تشرين الأول الساعة 12 ظهراً

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

عقدت ظهر اليوم برئاسة ومشاركة النائب البطريركي الماروني العام ورئيس الهيئة التنفيذية في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان المطران بولس الصيّاح، ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلامبعنوان  “إعلان اسبوع الكتاب المقدّس”الذي يبدأ نهار الأحد القادم في الثالث من تشرين الثاني ويستمر لغاية يوم السبت في التاسع منه، شارك فيها : الأمين العام للمجلس الخورأسقف وهيب الخواجه، والباحثة في علم الكتاب المقدّس الأخت باسمة خوري، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام، الخوري عبده أبو كسم وحضرها عن الرابطة المارونية  العميد بردليان طربية، وعدد من أعضاء جميعة الكتاب المقدّس ومن المهتمين والإعلاميين.

رحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس  مطر وقال: نتابع اليوم ندواتنا الأسبوعية حول الكتاب المقدّس ونختتمها من خلال ندوة يترأسها سيادة المطران بولس الصيّاح، لنؤكد على أن الكنيسة في لبنان تولي الإهتمام الكامل في التعاون مع جمعية الكتاب المقدّس إلى جانب الإهتمامات الأخرى التي تخص اللجان الأسقفية.”

تابع: “ويهمني اليوم أن ألقي الضوء على نشاط الحركات الرسولية، ونشاط الشبيبة لأطرح على كل شابة وشاب مسيحي السؤال التالي: ماذا يعني لك أو لكِ الكتاب المقدّس؟ هل يشكل مرجعاً أساسياً في حياتكما اليومية؟هل تعتبراناه الرفيق الدائم؟ هل أعيش حالةً من التآخي مع الكتاب المقدّس؟ هل يشكل منطلقاً لكل عمل أقوم به؟ 

واضعاً هذه الأسئلة برسم الشبيبة والمسؤولين عنهم في الرعايا في العمل الراعوي الجامعي، في لقاءات الشبيبة، وتبقى العبر في العيش على أرض الواقع.”

ثم كانت مداخلة المطران بولس الصيّاح بعنوان: الكتاب المقدّس في الإرشاد الرسولي جاء فيها: “دعا قداسة البابا بندكتوس السادس عشر إلى عقد جمعيّة خاصّة لسينودس الأساقفة من أجل الشَّرق الأوسط، خلال شهر تشرين الأوّل من سنة 2010. ومنذ نحو سنة أصدر قداسته الإرشاد الرسولي الذي أتى نتيجة لأعمال الجمعيّة الخاصّة وهو بعنوان: “الكنيسة في الشّرق الأوسط: شركة وشهادة”. وفي هذا الإرشاد تذكير بأن المسيحيّة في هذا الشرق قد نمت  فيه منذ فجر تاريخها وانها اليوم، كما في كلّ يوم، مدعوّة إلى أن “تواصل بشجاعة شهادتها ثمرة حياة شركة مع الله ومع القريب”. الشركة الشهادة هي تختصر هوية كنيستنا”.

تابع: “والشركة من منظار الإيمان المسيحي هي “حياة الله نفسها التي يعطيها لنا الروح القدس بواسطة يسوع المسيح.” إنّها تتجلّى في الكتاب المقدّس حيث يدخل الله في حوار مع الإنسان. فحياة المؤمن بمجملها كناية عن دعوة من الله إلى الإنسان وجواب يعطيه الإنسان عن تلك الدعوة. هذا هو البعد العامودي للشركة، إنه العهد بين الله وشعبه”.

اضاف “وهي أيضاً انفتاح على كلّ إنسان مهما كان دينه أو عرقه،…وكلّهم ينتمون، بطرق مختلفة إلى شعب الله بحسب ما جاء في الإرشاد الرسولي (3) وهي حضور بنوع خاصّ إلى جانب كلّ فقير ومهمّش وكلّ محتاج، فهؤلاء إخوة جميعاً، هم إخوة للمسيح بحسب إنجيل القدّيس متى، وكلّ ما صنعنا شيئاً لواحد منهم فللمسيح قد صنعناه. هذا هو البعد الأفقي للشركة.”

تابع: “أمّا الشهادة فهي التعبير عن تلك الشركة بالكلام وطريقة العيش. وطريقة العيش هذه تكون شهادة بقدر ما يتجدّد المؤمن في الكنيسة لكي يكون أكثر فأكثر في يسوع المسيح، بل يتحول إليه. هذا ما جاء على لسان بولس الرسول حين قال: “أحيا لا أنا بل المسيح حيّ فيَّ”.”

أضاف “وها هي “أنظار العالم كلّه اليوم يقول الإرشاد موجّهة إلى هذا الشرق الذي يبحث عن طريقه”. وطريق المسيحي فيه لا يمكنها إلّا أن تمرّ في العودة إلى الجذور للترسّخ في الهوية المسيحية من خلال قيم الكتاب المقدّس التي من شأنها أن تخلق حالاً من الشراكة من خلال الاتّحاد بالمسيح الكلمة،  والانطلاق من ثم بكلّ انفتاح وشجاعة نحو الشريك الآخر المختلف لبناء عالم يحترم تلك القيم ويعمل في سبيل ترسيخها”.

“وتأكيداً على الأهمية التي أعطاها قداسة البابا للكتاب المقدس في الإرشاد الرسولي، فقد خصّص قسما للتعمّق بهذا الموضوع، تحت عنوان:”كلمة الله روح الشركة والشهادة ومصدرهما”. وقد تألّف هذا القسم من سبعة مقاطع تفصّل تلك العلاقة ، فيها دعوة ملحّة للكنيسة في الشّرق الأوسط للعودة إلى كلمة الله بقوّة، إنها خارطة طريق لكنائسنا، أفراداً وجماعات، إذا ما سلكناها نطبق الإرشاد الرسولى محققين هوية كنيستنا التي هي شركة وشهادة”.

وختم: “وهكذا تعيش كنيستنا، في هذا الزمن العصيب، عنصرة جديدة تمكنها من ترسيخ الشراكة فيها ولعب الدور الإيجابي والمؤثر الذي لها في المحيط الذي تعيش فيه، من خلال اظهار وجه يسوع المسيح الذي أتى لتكون لنا الحياة بوفرتها. اليست كنيسة المسيح هي المدعوة بامتياز لتكون النور والخمير… والسبيل الذي يقود البشر إلى الحق والحياة؟  فإذا ما آل تطبيق توجيهات الإرشاد الرسولي إلى ذلك تكون قد تحققت الغاية الأساسية التي من أجلها عقدت الجمعية الخاصة لسينودس الأساقفة للشرق الأوسط، وهكذا يسطع نجم يسوع المسيح من المشرق مرة جديدة.”

ثم تحدث الخوراسقف وهيب الخواجه عن إطلاق أسبوع الكتاب المقدّس الأوّل فقال:  “في ضوء التوصية حول كلام
الله التي خرجت بها الجمعية الخاصة لسينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط، أصدر مجلس البطاركة قضى الكاثوليك في لبنان، خلال دورته السنوية العادية الرابعة والاربعين في العام 2010، قرارًا يقضي بإعلان سنة بيبلية من ميلاد العام 2011 الى ميلاد العام 2012، وأسبوع سنوي للكتاب المقدّس، بدءًا من العام 2013”.

تابع: “بناء عليه، احتفلت الكنائس الكاثوليكية في لبنان بالسنة البيبلية في موعدها، وفقًا لبرنامج محدّد ساهمت في إعداده جمعية الكتاب المقدس والرابطة الكتابية في لبنان، وشاركت فيه الأبرشيات والرهبانيات والحركات الرسولية العلمانية والمؤسسات الكاثوليكية على اختلاف أنواعها.

أضاف: “وتستعدّ هذه الكنائس اليوم للاحتفال بأسبوع الكتاب المقدّس الأول، من نهار الأحد القادم في الثالث من تشرين الثاني الى يوم السبت في التاسع منه. وقد رتّبت أمانة المجلس العامة برامج هذا الأسبوع بالتنسيق مع جمعية الكتاب المقدّس التي تسارع دومًا الى وضع إمكاناتها في خدمة أي مشروع يتعلّق بنشر كلام الله والكرازة به”.

تابع: “أما برنامج أسبوع الكتاب المقدّس الأوّل، فقد مهّد له بندوات صحفية على مدى ثلاثة أسابيع متتالية، نظمّها مشكورًا المركز الكاثوليكي للإعلام وتناولت مواضيع مختلفة من وحي الكتاب المقدّس، فيبدأ الأسبوع بقدّاس إلهي يحتفل به صاحب والغبطة والنيافة، الكردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلّي الطوبى، في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، يوم الأحد القادم في الثالث من تشرين الثاني عند الساعة العاشرة صباحًا، والدعوة إليه عامة. ويتضمّن الأسبوع حلقات تلفزيونية وإذاعية من إعداد تلفزيون تيلي لوميار وإذاعة صوت المحبة.” منوهاً بالخطوة المباركة التي قامت بها الرابطة الكتابية في لبنان والتي تمثلت بنقل موعد الايام البيبلية التاسعة التي تنظمّها هذه السنة ليتلاقى وموعد الاحتفال بأسبوع الكتاب المقدّس، فتكون الأيام البيبلية مساهمة إضافية في إحياء هذا الأسبوع.

تابع:”يُضاف الى ذلك أن الرابطة الكتابية فضّلت أن يكون برنامج الأيام البيبلية التاسعة موزعًا على مناطق مختلفة من لبنان، وبخاصة المناطق البعيدة في رميش وعكار وبعلبك وحصرون وخربة قنفار وزحلة، إضافة الى مناطق في بيروت وكسروان وجبيل، وذلك رغبة منها في أن تصل كلمة الله الى أكبر عدد ممكن من المؤمنين والمؤمنات. فلا بدّ من شكر الرابطة ومنسّقها، حضرة الأب أيوب شهوان المحترم، على مساهمتهم القيمة في خدمة الكرازة”.

أضاف “أما ختام الأسبوع فيتمّ بلقاء عام للشبيبة تنظّمه لجنة الشبيبة في المجلس الرسولي العلماني، التابع للجنة الأسقفية لرسالة العلمانيين، ويجمع شباّنًا وشابات من كل الأبرشيات الكاثوليكية حول برنامج منوّع على مدى ساعتين، في كنيسة دير القديس تيريزيا الطفل يسوع للآباء المريميين في سهيله، يوم السبت في التاسع من تشرين الثاني، عند الساعة الرابعة بعد الظهر. ويتضمّن البرنامج صلوات خاصة ومحاضرة وشهادات حياة ومجموعة من التراتيل والأناشيد الروحية”.

وختم بالقول: “إنّ أمانة المجلس العامة، نيابة عن أعضائه وهيئته التنفيذية ورئيسها الحاضر معنا اليوم، سيادة المطران بولس الصيّاح، إذ تثمّن جهود الذين أعدّوا برنامج هذا الأسبوع، والذين يساهمون في الاحتفال به، تحمد الله الآب الذي يثبّت كنيسته في الرجاء بكلمته الأزلية، الساكنة بيننا، ربنا يسوع المسيح، له المجد الى الأبد.”

ثم كانت كلمة الأخت باسمة الخوري أهميّة الكتاب المقدّس في مناهج التعليم الديني فقالت: ““إن الله اللامنظور، في عظم محبّته… يخاطب البشر كأصدقاء ويتحدّث إليهم ليدعوهم إلى الدخول في شراكة معه، ويقبلهم في هذه الشراكة” (الإرشاد الرسولي “كلمة الرب” عد2).هنا يكمن جوهر البحث في أهميّة موضوعنا: الكتاب المقدّس في التعليم المسيحي اليوم، لأن هذه الجملة تقودنا إلى جوهر دور التعليم المسيحي الذي يقوم على خدمة الحوار الذي يريده الله مع البشر.

تابعت “يمكننا أن نقول بأنّ أهميّة الكتاب المقدّس في مناهج التعليم يرتبط أولاً بموقف معلّمي التعليم المسيحي، فإليهم نوجّه دعوة إلى التغيير، على صعيد الطرائق، لتطبيق ما جاء في الإرشاد الرسولي “كلمة الرب”.

أضافت: “التغيير الأول هو الانتقال من الكلمة المكتوبة إلى الكلمة الحيّة. فنحن لسنا أتباع ديانة كتاب بل نحن أتباع ديانة الكلمة الحيّة، وما يهمّنا هو النص كتعليم تنكشف فيه كلمة الله إن قرأناه وتأمّلناه للوصول إلى الله بالذات.” و”التغيير الثاني هو الانتقال من مضمون الإيمان إلى لقاء مع من نؤمن.” و “التغيير الثالث هو في أن نجعل من الإصغاء أولويّة. وقد اعتدنا أن نشرح ونكثر الشرح لنُفهم تلامذتنا مضمون التعليم ونكون بالتالي قد أتممنا رسالتنا. والتوجّه المطلوب هو أن نخدم الحوار الذي يريد الله أن يقيمه معنا ومع تلامذتنا من خلال كلمته.”

أضافت “هذه التغييرات الثلاث تقود إلى ضرورات يلتزم فيها المربّون لتحقيق مسيرة تعليميّة فاعلة بواسطة الكتب المقدّسة، متوقفة عند التزامات سبعة:

 الأول) بعيش هذه المسيرة شخصيًا،بمعنى أن يبدأ معلّمو التعليم المسيحي ومعلّماته بقبول كلمة الله شخصيًا والدخول في مسيرة التوبة هذه.

الثاني) الالتزام بالتعرّف إلى شخصيات الكتاب المقدّسة والدخول في صداقة معهم مما يتطلّب قراءة مستمرّة للكتاب، وحفظه بحيث يسكننا ويملك أفكارنا وقلوبنا وصل
اتنا، فننقل من إرادة معرفته وشرحه، إلى التأمّل به وعيشه.

الثالث) الالتزام بتحضير النص علميًا، معرفة إطاره ونوعه الأدبيوجغرافيته وكاتبه وظروفه…

الرابع) الالتزام بالقبول بالتخلّي عن الأفكار المسبقة حول النص، والدخول في مسيرة إصغاء فعليّ لما هو مكتوب، بل لما يريد الله قوله من خلال النص.

الخامس) الالتزام بالدخول في مسيرة تساؤلات، تشمل تساؤلاتنا الشخصيّة وتساؤلات من نرافقهم. فالتعليم المسيحي ليس مجرّد أجوبة جاهزة تغلق المجال أمام المناقشات والبحث. إنه بالأحرى تساؤلات تفتح في المجال أمام كلمة الله لتفعل فعلها.

السادس) الالتزام بالعمل على تناقل كلمة الله بين أعضاء المجموعة، وتعلّم الصمت لحفظها والتأمّل بها. من الضروري أن يفهم المربّون أن دورهم الأساسي هو إطلاق عمل الكلمة، من خلال إطلاق الحوار حولها وتوجيهه ومحورته وتعميقه، وعدم التدخّل إلا عند اللزوم لفتحه على أبعاد أخرى… بعيدًا عن إعطاء الأجوبة المعلّبة عند كلّ سؤال.

السابع) الالتزام بإفساح المجال أمام الروح القدس ليعمل من خلال كلمة الله في كل شخص: نقرأ النص، نصغي، فنقبل كلمة الله على ضوء الروح القدس، ثم نقود الصلاة وبذلك نبتعد عن التكلّم  عن الله للتدرّب على الكلام معه”.

وأشارت إلى أن “إيصال كلمة الله لا يعني إيصال معلومات، بل إيصال ما يحيي المؤمنين. فأن ننقل إيمان الكنيسة هو أن نسمح لمن يريدون ذلك أن يعيشوا مع الآخرين خبرة إيمانية، أي خبرة توبة وثقة بكلمة الله، خبرة لقاء وحوار حميم مع الرب، خبرة فصحيّة خاصة مع من مات وقام، ويريد مشاركتنا هذه القيامة من موتنا. عندها فقط تتحوّل خبرة إيمان الكنيسة إلى نبع حياة.”

وختمت بالقول: إن أردنا تلخيص ما يمكن اقتراحه من أجل تعليم يستند أكثر فأكثر على الكتاب المقدس والتبصّر في كيفيّة ذلك، يجدر بنا أولاً الوعي إلى أن التعليم المسيحي هو مسيرة نحو التنوير من أجل إيمان ثابت. والأهم هو الوعي إلى أن الإيمان ليس التزامًا بعقيدة ما، بل بشخصٍ هو المسيح يسوع.”  و”المطلوب هو أن نقدِّم لتلامذتنا أولاً تعليمًا بيبليًا لتاريخ الخلاص العام الذي يدعو كل إنسان شخصيًا للانضمام إلى مسيرة الخلاص بطريقة حرّة وواعية وملتزمة، قبل أن نقدِّم لهم تعليمًا يتمحور حول المشاكل الخاصة بكل عمر على ضوء كلام الله، وقبل الدخول في عمق التعليم العقائدي”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير