لا مشرق ولا أمة عربية من دون وجود مسيحي فاعل وحاضر

وزير الصحة دشن الطابق الثاني في مستشفى تلشيحا

Share this Entry

رعى وزير الصحة علي حسن خليل حفل تدشين الطابق الثاني في مستشفى تلشيحا في زحلة ، بعد تحديثه وتجهيزه وفق احدث النظم الإستشفائية في العالم.

الحفل جرى في قاعة محاضرات المستشفى بحضور راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثولين، رئيس اللجنة العليا للمستشفى، المطران عصام يوحنا درويش، مديرة المستشفى الآنسة ماريزا مهنا، واعضاء الجسم الإداري والطبي والتمريضي، واعضاء اللجنة العليا.

كما حضر الإحتفال، رئيس الكتلة الشعبية المهندس الياس سكاف، النواب عاصم عراجي وجوزف صعب المعلوف، ميشال جريصاتي ممثلاً وزير العمل سليم جريصاتي، السيدة اولغينيا الفرزلي ممثلة نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، والنواب السابقون:سليم عون، يوسف المعلوف، محمود ابوحمدان، فيصل الداوود، الوزير السابق محمد العبدالله، مديرعام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، رئيس بلدية زحلة المعلقة المهندس جوزف دياب المعلوف، رئيس غرفة الصناعة والزراعة والتجارة في زحلة ادمون جريصاتي، رئيس جهاز امن الدولة في البقاع العميد فادي حداد، المدير الإقليمي للأمن العام في البقاع العقيد جوزف تومية. كما حضر الإحتفال المطارنة: اندره حداد، ادوار ضاهر، نيفن صيقلي واسبيريدون خوري، والرئيسة العام للراهبات الشويريات الأم ليونتين ابو رجيلي، مدراء المستشفيات في البقاع وعدد كبير من المدعوين .

افتتاحاً بالنشيد الوطني اللبناني ، ومن ثم كلمة محافظ بيروت السابق نقولا سابا الذي رحب بالحضور وشكر كل من ساهم  وقدّم لإستمرار مستشفى تلشيحا وتقدمها.

وعرض فيلم وثائقي عن نشأة المستشفى واستمراريتها وتطورها واهدافها المستقبلية.

رئيس اللجنة العليا للمستشفى المطران عصام يوحنا درويش رحب بالحضور، وتلا رسالة غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام الذي بارك للمستشفى ولأهل زحلة والبقاع بهذا الإنجاز الكبير والمهم. وتوجه درويش الى وزير الصحة بالقول ” معالي الوزير، نرحب بك في زحلة وفي تلشيحا ونشكرك لما تقدمه للبنان في المجال الصحي ونشكرك لما قدمته لتلشيحا منذ أن توليتُ رئاسة الأبرشية في زحلة، وأنا أكثر العارفين بتجاوبك معنا وبمحبتك لتلشيحا ولدورها في هذه المنطقة.

وكما يقال بالشكر تدوم النعم، سنبقى نسألك ونطلب منك المزيد، خصوصا أننا سنفتح فرعا جديدا سنعلمك به في وقت قريب جدا.

على الرغم من أن مؤسسات الدولة تدين لتلشيحا قرابة ثمانية مليارات ليرة لبنانية، حاولنا بمساعدة الخيرين من المنطقة أن نجدد قدر الإمكان في بنية المستشفى وتأهيل بعض الأقسام بمعدات جديدة.

وهنا اسمحوا لي أن أشكر العائلات التي ساهمت في تجديد الطابق الثاني وكل منها ساهم بقيمة 15000 دورلار.” وعدد درويش اسماء المتبرعين بترميم الغرف، وتوجه بالشكر الى مديرة المستشفى وكل الذين تعبوا لتحضير هذا الإحتفال، واضاف ” الشكر الكبير يعود للمهندس ايلي عيسى الذي أعطى الكثير من وقته ليكون العمل كاملا، وسيذكر تاريخ المستشفى أن المهندس عيسى أبدع في العمل، وسيترتبط هذا الجناح باسمه كعمل فني فيه الكثير من الجمال والروعة.”

وتوجه الى أصحاب مستشفيات المنطقة ومدرائها، داعياً اياهم ” الى مزيد  من التعاون في ما بيننا  لكي نتكامل في تقديم خدماتنا الصحية. وإذا كان بعضَ الأحيان من تنافس بين المستشفيات فليكن لخير المريض وأهله.”

كما توجه المطران درويش الى المطران نيفن صيقلي بالتهنئة لمناسبة احتفاله بيبيله الأسقفي الفضي متمنياً له كل التوفيق.

وختم كلمته ببعض بيوت من قصيدة للشاعر ايليا ابو ماضي يتحدث فيها عن زحلة ومستشفى تلشيحا.

وقدّم درويش الى وزير الصحة درعاً تكريمية  عربون صداقة ومحبة، كما قدم درعاً الى المطران نيفن صيقلي، وبدوره قدم الوزير خليل درعاً تقديرية للمهندس ايلي عيسى الذي اشرف على تنفيذ الإعمال في الطابق الجديد.

والقى وزير الصحة علي حسن خليل كلمة بالمناسبة قال فيها ” يسعدني ويشرفني ان اكون بينكم اليومفي هذا الحفل المتميز في زحلة، عاصمة البقاع وقلب لبنان، وقطعة السما كما كانت دوماً في وجداننا وقلوبنا، وكما حفرت عميقاً في هذا الوجدان مساحة عيش مشترك وتعاون وتواصل بين كل مناطق البقاع ومعها مناطق لبنان كل لبنان.

زحلة التي تغنينا بها شعراً وثقافة والتزاماً وطنياً ، هي اليوم نفسها تلك المدينة الرائدة التي كانت ولا تزال داعمة لمسيرة التزامنا الوطني ووحدتنا الوطنية المتمثلة في هذا الجمع وكل جمع في اي محطة من محطاتها. اليوم في قلب زحلة ومن مستشفى تل شيحا والتي لها ايضاً الكثير في ذاكرتنا، وانا واحد ممن احتضنتني هذه المستشفى  وشفتني من مرض عندما كنا  من سكان هذه المنطقةن وكان لتلشيحا في ذاكرتنا هذا الود وهذا الحب  وهذا الإخلاص، لأنها كانت دوماً على شاكلة ما اراد لها مؤسسوها منذ بداية القرن الماضي ، مستشفى للرحمة والإلتزام الإنساني .”

وأضاف خليل” اليوم أضم صوتي الى سيادة المطران عصام، وأهنئ زحلة باليوبيل الفضي للمطران نيفن صيقلي، وهي مناسبة تستوجب منا جميعاً ان نلتفت الى قيمة من قيم لبنان التي تمثلها زحلة، هي هذا التنوع الذي يشكل مسؤولية امامنا جميعاً كلبنانيين في هذه اللحظة المفصلية التي يمر بها عالمنا العربي والمشرقي عموماً، لحظة بروز العصبيات المذهبيات والإنقسام والبعد عن الحوار، هذا الأمر يطرح تحدٍ كبير أمامنا كلبنانيين اختبرنا الإنقسامات والحروب، واختبرنا منطق الحوار والتلاقي، وعلينا
ان نكون حاسمين وجادين في الإنحياز الى منطق الحوار والتلاقي بين مكونات هذا الوطن، هذا هو قدرنا وهذه هي مسؤوليتنا على مختلف مواقعنا، لأن التاريخ لن يرحم. ان تجربةً كتجربة لبنان الوطن الصغير الأنموذجالذي شكل تحدٍ امام العالم ليكون على شاكلته، لا ان ننجر لنكون على شاكلة اولئك الذين يريدون لنا ان نعود الى جاهلية القبائل والطوائف والمذاهب ونبتعد عن الصورة الحضارية الراقية التي ارادها الأولون لنا وأرادوها لهذا الوطن  الصغير لبنان”

وتابع وزير الصحة ” لبنان لا يقوم ولا يمكن ان يستمر الا كما هو، وطن التلاقي والمحبة والعيش المشترك والتعايش بين كل ابنائه، والمسؤولية المضافة علينا ، في لحظة نرى ان هذا الإنقسام العميق والتحديات والمشكلات في المنطقة عموماً  ومن تداعياتها التأثير على لبنان، تترك اثرها العميق على الوجود المسيحي في هذا المشرق وفي هذا الوطن وهي مسؤولية لا تقع اطلاقاً على المسيحيين وحدهم، بل مسؤولية المسلمين ان يعملوا على تعزيز حضور وثقة المسيحيين بأوطانهم في هذا المشرق وفي لبنان بشكل خاص، والا نسمح لأولئك الذين يخططون لإفراغ الشرق من مسيحييه في أن ينجحوا في هذا المخطط الذي يفقد منطقتنا روحها التي تميزت بها على الدوام، فلا مشرق ولا أمة عربية من دون وجود مسيحي فاعل وحاضر، وهذا أمر يتجاوز حدود الكلام الأدبي ليشكل التزاماً وطنياً وأخلاقياً ودينياً وإنسانياً لدينا جميعاً، لأننا فيه نحيا ونحيي هذا الوطن الذي كان على الدوام قيمةً ولم يكن يوماً على الإطلاق عدداً سكانياً بين مجموع في هذه المنطقة.”

وكان للوزير خليل كلام عن الوضع الصحي والإستشفائي في لبنان فقال ” في هذا الصرح نقف أمام تجربة مستشفى قيمتها أنها حازت على ثقة الناس وهو أمر صعب في المجال الطبي والعمل الإنساني، وان تكون هذه المستشفى قد حازت على هذه الثقة فإنها تشكل بالنسبة الينا ثقة مضافة كوزارة في التعاطي معها، وهنا نقف أمام تجربة التعاطي مع نظامنا الصحي الذي شكل القطاع الخاص على الدوام جزءاً اساسياً منه وكان يغنيه ليبقى لبنان مستشفى الشرق، وليبقى لبنان مقصد الكثيرين في هذا العالم للإستشفاء والطبابة. نحن نريد لهذه الشراكة أن تستمر لأنها تشكل واحدة من صيغ التعاون الذي أوجد للبنان هذا الموقع المتميز على المستوى الصحي، وفي نفس الوقت هذا لا يعفينا ولا يلغي  أننا في استراتيجيتنا للعمل الصحي قد اخترنا وارتضينا وعن قناعة بأن نعزز ونوسع مساحة الإستشفاء الحكومي على مستوى كل لبنان وهذا لا يعفينا من وجود بعض الثغرات التي تعيق انطلاق الإستشفاء الحكومي بالشكل الذي نطمح اليه، وأنا اعترف امامكم في زحلة اننا أمام معضلة في اطلاق جدي واستثنائي ومتميز على شاكلة زحلة لمستشفى الرئيس الياس الهراوي الحكومي ، وهو امر يسوجب منا ان نعمل بشكل اكثر مرونة من اجل الوصول الى اعطاء الدفع لهذا المستشفى ليحتل موقعه الذي نريده له على مستوى زحلة وعلى مستوى المنطقة بشكل عام . اليوم أمامكم اجدد التزامنا بأننا على مستوى وزارة الصحة ملتزمون رغم الإيجابيات الكثيرة التي تحققت في المسار الصحي بشكل عام ، استشفاءً وتنظيماً لقطاع الدواء وبرامج تؤمن خدمات واسعة للمرضى الذين لا يتمتعون يتغطية صحية من أي من الهيئات الضامنة ، تغطية تشمل الأدوية المزمنة والأدوية المستعصية والإستشفاء على اختلافه، وهي امور مكلفة الى حد كبير في ظل وضعنا المالي الصعب، لكننا مع هذا انطلقنا بإتجاه اقرار خطة التغطية الصحية الشاملة والمرتكزة على قواعد لهذا الأمر، بدءاً من الرعاية الصحية الأولية ونظام الإحالة، الى تأمين هذا الإستشفاء المجاني الشامل لكل اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم. إنه تحدٍ بتطلب منا استنفاراً على اكثر من صعيد وهو تحدٍ ارتضيناه وعملنا لمواجهته من خلال اقرار مشاريع الخطط وهي في طور التحضير لتصبح جاهزة للتنفيذ في هذه الحكومة او في الحكومة المقبلة، لكننا راضون اننا وضعنا اسسا لإطلاق التغطية الصحية الشاملة.

وختم الوزير خليل كلمته معلناً عن زيادة السقف المالي المخصص لمستشفى تلشيحا الى اربعة مليارات ليرة لبنانية لعام 2013، وقال ” اسمح لنفسي بأن اقف بكثير من التقدير والإحترام اما كبيرنا سيادة المطران عصام درويش، الذي وجدت فيه بالإضافة الى مسؤولياته الدينية ، عاملاً اجتماعياً ورائداً متميزاً يعمل دون كلل ودون وجل، يطرق الأبواب ويصرخ ويطالب، وللأسف نحن في بلد نحتاج فيه دوماً الى صوت مرتفع للمطالبة من اجل تأمين الحقوق” .

وبعدها انتقل وزير الصحة والمطران درويش والمدعوين الى الطابق الثاني في المستشفى حيث قطعوا الشريط، وجالوا في الغرف والقسم المخصص للمرضات،وابدى الوزير اعجابه الشديد بالدقة في تنفيذ الأعمال حسب المواصفات العالمية الحديثة .

وكان الوزير علي حسن خليل قد اطلق حملة التلقيح ضد شلل الأطفال من مستشفى تلشيحا بحضور ممثلين عن منظمة الصحة العالمية واليونيسيف،وقد شارك عدد من طلاب المدارس في تلقي اللقاح ضد الشلل. 

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير