في الفصل الثالث من الإرشاد الرسولي، يلج الأب الأقدس فنرسيس بشكل أعمق في إمكانيات التبشير التي يمكننا أن نعيشها فيقول أن كل منا عنده واجب أن يحمل الإنجيل إلى الأشخاص الذين يلتقي بهم في حياته اليومية. هناك نوع من “وعظ غير رسمي” يمكن أن يحدث خلال محادثاتنا العادية في بساطة الشهادة للمسيح الحي في حياتنا.
في هذا الوعظ الذي يجب أن يكون مليئًا “بالاحترام واللطف”، المرحلة الأولى هي مرحلة الحوار الشخصي، حيث نتقاسم مع الآخر أفراحنا، رجاءنا، اهتماماتنا، إلخ. وبعد ذلك يمكننا أن نقدم كلمة الله، إن من خلال قراءة نص من الكتاب المقدس أو من خلال سرد حر. الأمر المهم هو ألا ننسى أن التبشير الأساسي هو هذا: “حب الله الشخصي الذي صار بشرًا، أعطى نفسه لأجلنا، وهو حي يقدم لنا خلاصه وصداقته”.
هذا التبشير يتم أحيانًا بشكل مباشر وأحيانًا أخرى من خلال بوادر صداقة ومحبة أخوية ملموسة، بحسب ما يوحي به الروح القدس في الوضع المكاني والزماني.
وإذا بدا ذلك مناسبًا، من المستحسن أن ينتهي هذا اللقاء الإرسالي بصلاة قصيرة، ترتبط باهتمامات الشخص المذكور.