قوبلت هذه المبادرة بمساندة وزارة الإعلام اللبنانية وأيضا هيئة الأمم المتحدة. فافتُتحت شبكة جديدة للأطفال في لبنان. وحملت اسم نوركيدز لتستهدف الأطفال من سن 3 إلى 15 أي ما بين فترة الالتحاق بالحضانة والحصول على شهادة. إنها تقدم تنويعا كبيرا من البرامج باللغة العربية تتراوح ما بين تعليم الكتاب المقدس والصور المتحركة، إلى الأفلام والأشرطة الوثائقية أو المسلسلات التي تتناول قيمة العائلة أو نشاطات ثقافية. هنالك ما يُقدَّم لمختلف الأذواق والأطفال والمشاعر.
إن الهدف الرئيسي للشبكة هو تنمية القيم لدى الأطفال وتوفير ملحق تعليمي يبين لهم القيم المسيحية، والعائلية ووسائل اللهو والطرب. وتقدم للأهل الأفكار والنصح بغية إثراء طرق التربية اليومية من أجل التنمية الحسية والروحية في الأطفال. وكما يعتقد جاك كلاسي، مدير تليلوميير، إن لهذه الشبكة هدف في تغذية الأطفال “بروح المحبة للوطن”، و”معرفة حقوقهم” وتثقيفهم بأن “لا فرق بين طفل مسيحي وطفل مسلم، وبين طفل أبيض البشرة وطفل أسود”. وتابع موضحا أن حيكت البرامج بصورة تثري حياة الأطفال عن طريق ثقافة الحياة وحضارة المحبة”.
أطفال يعلقون ويمثلون
وبما أن المصلحة تستدعي إشراك المستهلك، سيكون الأطفال المدعوين الرئيسيين، ومقدمي البرامج، والصحافيين والممثلين لهذه الشبكة بغية تأمين بث البرامج مدة 24 ساعة باليوم إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط.
إن هذه الخاصية لم يسبقها مثيل، إنها تسمح للأطفال اكتشاف العالم المختبئ خلف الشاشات، والعمل مثل وإلى جانب البالغين المهنيين، والتفان في تقديم برنامجا واسعا للمشاهدين، لا سيما في الشروع بالالتزام كمسيحيين في العالم دون أن يشعروا بالوجل من هذه الهوية الدينية. كما أنها تنجح في تعليم كيفية “حسن” استخدام التلفاز والوسائل التقنية الأخرى التي هي أيضا أدوات تنطوي على أثر بالغ.
ومن وجهات نظر متعددة، تلبي هذه الشبكة نداء البابا لبطاركة الكنائس الشرقية الصادر في 21 تشرين الثاني، وهو يدعو المسيحيين إلى البروز وإلى البقاء في الشرق الأوسط ليعملوا في سبيل إحلال السلام. وجرى احتفال التدشين رغم الاعتداء الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت ورغم القلق الناتج عن قضية انتشار الصراع السوري إلى داخل الحدود اللبنانية. إن مبادرة كهذه لتعليم الحياة لا بد إلا أن تكون نذير خير للأجيال القادمة التي تشاهد اليوم بث نوركيدز ويصبحون في الغد مثقفو صناع السلام.
بيير لو دو روكور