“بفضل نعمة المعمودية، يضحي كل عضو في شعب الله تلميذًا مرسلاً (راجع مت 28، 19). كل معمّد، مهما كان دوره في الكنيسة أو مستوى تنشئته في الإيمان، هو عنصر فاعل في عمل التبشير ولذا من غير المناسب أن ننظر إلى التبشير انطلاقًا من نظرة تراه امتيازًا حصريًا لبعض المتخصصين بينما باقي شعب الله هو مجرد متقبل لعملهم. التبشير الجديد يجب أن يؤدي إلى دور أولي لكل من المعمدين”. يركز البابا فرنسيس في الفصل الثالث من الإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل” على الدور الذي يترتب على كل معمد وليس فقط على الكهنة، الأساقفة أو اللاهوتيين: كل مسيحي هو مبشر هو “حامل المسيح”.
البابا يدعونا للنظر إلى الإنجيل حيث نرى أشخاصًا من كل الطبقات والفئات، رجالاً ونساءً، يلتقون بيسوع، يؤمنون به، ويضحون مبشرين. فللنظر إلى السامرية، مثلاً.
واجب الرسالة هذه، يتطلب منا إعدادًا مناسبًا وتنشئة مناسبة لإيماننا. ولذا يجب أن نُفسح للآخرين أيضًا أن يُبشرونا، كما يجب أن نبشر نحن أيضًا ولا يجب أن نستعمل ضعفنا وعدم كمالنا كعذر، فالقديس بولس بالذات يقول: “لا أقول إني أدركت الكمال، بل أسعى لعلي أقبض عليه، فقد قبض علي يسوع المسيح. أيها الإخوة، لا أحسب نفسي قد قبضت عليه وإنما يهمني أمر واحد وهو أن أنسى ما ورائي وأتمطى إلى الأمام” (فيل 3، 12 – 13).
في هذا الإطار يتحدث البابا عن البشير المستمر الذي تقوم بها الشعوب من خلال التقوية الشعبية الصادقة التي وصفها بـ “التصوف الشعبي”. وأشاد بالإيمان المتجذر في محبة الله الذي يعيشه البسطاء. فالتقوى الشعبية هي ثمرة “انثقاف الإنجيل”، وهي تتضمن قوة تبشيرية لا يمكننا أن نتجاهلها أو أن نستخف بها.