قائد مجموعة مسلحة يقبل صليب كاهن سوري "بخشوع" قبل أخذه منه

عنكاوا كوم- حمص- خاص

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أقدم قائد إحدى المجموعات المعارضة المسلحة في تدمر شرق مدينة حمص السورية على تقبيل صليب كاهن “بخشوع واحترام” قبل أخذه منه.

وقال الأب ميشيل نعمان -أحد الشخصيات الكنسية الناشطة في حي الحميدية الحمصي- “هذا الصليب المقدس الذي أحبه كثيراً، والذي رافقني في كل جولاتي، وأنا فخور وفخور جداً به، أخذوه مني يوم خطفوني وحجزوني، لتطمينكم جميعاً، عندما أخذه مني قائد المجموعة حمله بكلتي يديه، وقبّله بخشوع واحترام”.

وأضاف على صفحته الرسمية في موقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي “سالت دمعتي وتأثرت وفرحت؛ وقلت له شكراً من كل قلبي، شكراً لك يا أخي أحمد، ما تفعله هو شيء طبيعي، وهكذا نحن السوريون”.

وكان الأب ميشيل نعمان عضو في الهيئة الشعبية للمصالحة الوطنية انطلق بسيارته من حمص مطلع كانون الأول الجاري مع صديق له في جوٍّ مثلج وبارد، باتّجاه صحراء تدمر، بناءً على وعد بتحرير أحد المخطوفين، وإعادته إلى ذويه.

ولم تتكلل مهمة الأب ميشيل بالنجاح فلم يستطع تحرير المخطوف، ولكن المفاجأة أنه تم احتجازه لأكثر من ست ساعات عانى خلالها من الخوف والبرد القارص والقلق والجوع، ليتم بعدها إطلاق سراحه ومرافقه ويعود إلى حمص سالماً.

وقال الأب ميشيل حينها “اطمئنوا؛ يد الله قديرة… تم احتجازنا حوالي ست ساعات، ثم تركونا، الله كان موجوداً… ومعاملتهم لنا كانت جيدة، فشكراً لهم”.

وأضاف “تعليقي الوحيد؛ الشكر لله، حزنٌ عميقٌ في قلبي، يا حرام يا سورية، يا حرام يا أبناء سورية”.

وتعمل الهيئة الشعبية للمصالحة الوطنية على تقريب وجهات النظر بين السوريين ونبذ العنف وتغليب لغة الحوار بما يتوافق مع المزاج العام في سوريا عموماً في الآونة الأخيرة، وتضم شخصيات عامة ورجال دين من كل المكونات السورية وشيوخ عشائر.

ورغم الدور الذي تقوم به جمعيات وهيئات ولجان شعبية تنشط في الآونة الأخيرة للمصالحة بين الأطراف السورية المتنازعة، وحلّ الكثير من القضايا الإشكالية في بعض المناطق الساخنة، إلا أن تلك الجمعيات لا تنال نصيبها من الإعلام المحلي أو العالمي، ليبقى صوت العنف والقتل هو الصوت الأعلى في وسائل الإعلام التي تتاجر بالدم السوري.

وتشهد سوريا -منذ منتصف آذار 2011- احتجاجات شعبية سرعان ما تسلحت في أغلبها، راح ضحيتها أكثر من 100 ألف قتيل وآلاف الجرحى بالإضافة إلى آلاف المعتقلين، ومئات الآلاف من النازحين، فيما تنفي دمشق ذلك وتقول إن العدد أقل من ذلك وبأنها تقاتل “جماعات مسلحة ومتشددين إسلاميين”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير