توقف واعظ الدار الرسولية الأب رانييرو كانتالامسا في عظته الأخيرة السابقة لعيد الميلاد على التأمل بسر التجسد متأملاً به بعيون القديس فرنسيس الأسيزي. وتحدث في هذا الصدد عن قصة مغارة الميلاد التي هي تقليد أطلقه القديس فرنسيس في غريتشو، قبل ثلاثة أعوام من رقاده بالرب.
وشرح الأب الكبوشي أن أهمية الحدث لا تكمن في وقعه على التقليد المسيحي الذي تلا الحدث، بل في فهم الميلاد الذي عبّر عنه القديس فرنسيس. فالتركيز التاريخي على البعد الأنطولوجي للتجسد شتت الناس عن طبيعة السر المسيحي، مؤديًا إلى اختزال فكري للسر المسيحي وتعبير فكري عنه يبعد عن خبرة الناس العادية.
يساعدنا القديس فرنسيس على إعادة إدراج أنطولوجية سر التجسد مع البعد الوجودي والديني. لا يكفي أن نعرف أن الله صار إنسانًا بل أن نعرف أي إنسان صار. يتأمل القديس فرنسيس تواضع التجسد وفقره. لقد أعاد القديس فرنسيس للإيمان المسيحي بالتجسد “اللحم والدم” بعد أن كان قد تعرى من الجسد.
الإيمان بالتجسد يدفعنا إلى عيش متجسد. فلا يقبل المسيح من لا يقبل الفقير الذي ربط المسيح نفسه به. الفقير يمثل المسيح وينوب عنه. من يفعل الخير للفقير يفعله للمسيح.