نود أن نتقدم منكم بأحر التهاني بمناسبة عيد الميلاد المجيد. يسوع المسيح كان ويبقى عثرة للأمم، لأنه يصعب قبول جنون حب الله الذي يفعل كل شيء لأجل خليقته حتى التجسد في مذود فقير ووضيع. لذا يهتف القديس أغسطينوس: "أعطني من يحب فيفهمني" أي يفهم معنى السر المسيحي الذي "لا يُعقل" لأنه يفوق العقل. فالحب يذهب أبعد من حدود المنطق.
إيماننا بسر التجسد هو إيمان بأن الله على كل شيء قدير. قدير لا أن يكون كبيرًا وعظيمًا بحسب المعيار البشري، بل أن يكون أكبر وأعظم طبقًا لمعيار الله الذي هو الحب. كبر الله وعظمته يظهر في صغر طفل بيت لحم وتواضعه. ما من أكبر ممن يستطيع أن ينحني، لا لأنه مُرغم، بل لأنه حقًا كبير ولا يحتاج لأن يبرهنه لأحد. وما من أعظم ممن يستطيع أن يتحرر من العظمة في التواضع. مبارك الآتي باسم الرب، الآتي إلى قلوبنا، الآتي إلى حياتنا، الآتي لكي تضحي أرضنا سماء.
صار إنسانًا لكي نصير نحن آلهة، فلنقبل هبته بالطريقة الأنسب، من خلال عيش القداسة على مثاله.
ستغيب نشرتنا من 26 وحتى 31 من الجاري. ثم تصدر فقط في عيد السلام وعيد مريم العذراء أم الله، في الأول من كانون الثاني 2014. وتغيب بضعة أيام لتعاود الصدور حسب المعتاد بدءًا من السادس من كانون الثاني.
نتمنى لكم جميعًا ميلادًا مجيدًا وعامًا سعيدًا.
ولد المسيح، هللويا.
فريق القسم العربي
وكالة زينيت العالمية