لا ينفك الأب الأقدس يعبر عن قربه من الشعوب المضطهدة في كل أنحاء العالم واليوم بشكل خاص في العراق، وهو يأسف لما آل إليه حال المسيحيين هناك وقد أطلق يوم أمس سلسلة من التغريدات ظهر فيها حزنه وقلقه العميقين على الأشخاص الذين طالتهم المصائب فجاء في تغريدته الأولى: “إن الأشخاص الذين حُرِموا من منازلهم في العراق هم في عهدتنا. أدعو الجميع للصلاة والقادرين لتقديم مساعدة ملموسة.” يحاول البابا من خلال تويتر إيصال الرسالة الى الجميع لكي يتحرك من يستطيع أن يساهم ولو بشيء بسيط للمساعدة.
بعد وقت ليس بقصير أطلق الأب الأقدس تغريدته الثانية: “تُصيبنا الأخبار القادمة من العراق بالحزن. يا رب، علمنا أن نعيش تضامنا مع إخواننا وأخواتنا الذين يتألمون.” يظهر جليًّا أن البابا متألم لما يدور في تلك البلاد وهو لا يقف ساكتًا أمام الوضع بل يطلق عدة صرخات وثالثها: “أتوجه بنداء لجميع الأُسر: تذكروا، في وقت الصلاة، أولئك الذين يُجبَرون على الفرار من بيوتهم في العراق.”
لا يجلس البابا فرنسيس مكتوف اليدين ولم يشح بنظره عن قطيعه بل هو يحاول جاهدًا أن يساعد في ايقاف هذا الاضطهاد بالطرق المتاحة أمامه فهو كان قد عين الكاردينال فرناندو فيلوني عميد مجمع تبشير الشعوب والسفير البابوي السابق في العراق موفدًا شخصيًّا ليعبِّر عن قربه الروحي من الشعب المتألّم ويحمل إليهم تضامن الكنيسة وهو سينطلق اليوم متوجهًا الى كردستان العراق. وقبيل ذلك كان قد أطلق أيضًا نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي، “للتحرك لإنهاء المأساة الإنسانية التي تجري في العراق”، معرباً عن “القلق العميق إزاء الأخبار المأساوية القادمة من شمال البلاد والتي تصيب الشعب الأعزل هناك”.
وفي حديث مع مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أفصح هذا الأخير عن أن هناك قيد الدرس مشروع لقاء في روما للسفراء البابويين في المنطقة مع الأب الأقدس لدرس الأوضاع والتناقش حول المبادرات الممكنة لإظهار قرب الأب الأقدس والكنيسة الجامعة. وفقًا لما نشرته إذاعة الفاتيكان، ففي الوقت الحالي، وعلى حد قول لومباردي يحاول الكرسي الرسولي دعم جو من الصلاة والتضامن الروحي، وإحدى هذه الأدوات – وكما جرى في مناسبة أخرى – تكثيف ونشر تغريدات الأب الأقدس حول هذا الموضوع من أجل خلق جوًا عامًا يسمح بمرافقة هذه الأوضاع من خلال التذكير بما يحدث ودعوة الجميع للصلاة وفعل ما باستطاعتهم لإظهار تضامنهم.