وقد شرح البابا القديس حينها أن ما يميّز إيمان الكنيسة الكورية هو واقع فريد في التاريخ. فالكوريون بحثوا تلقائيًا عن الإيمان المسيحي. فمغامرة الإيمان المسيحي “بدأت بفضل مبادرة خاصة لبعض العلمانيين”.
وصول الكوريين إلى الإيمان بالمسيح يبين لنا كيف أن قلب الإنسان يبقى مضطربًا قلقًا حتى يرتاح في الرب. فأفقنا العميق هو المطلق: مطلق الحب، مطلق الحق، مطلق الأبدية.
وقد سلط الباب يوحنا بولس الثاني في 15 تشرين الأول 1984 الضوء على هذا البعد الهام الذي يسميه علم اللاهوت “التدين الطبيعي”. ما هو هذا التدين؟ هو طبع الإنسان الأصلي الذي من تلقاء نفسه يبحث عن ما يفوق الطبيعة. فما جرى مع المسيحيين الكوريين الأوائل هو أنهم انطلقوا من بحث صادق وأمين عن الحقيقة، وهذا البحث حملهم إلى حضن الكنيسة، إلى الإيمان بيسوع المسيح.
هؤلاء العلمانيون هم – بحسب وصف البابا فويتيوا – “مؤسسو الكنيسة الكورية”. والجدير بالذكر أنهم عاشوا نحو 56 سنة، أي منذ 1779 وحتى 1835، بلا عون الكهنة ونشروا الإيمان في أمّتهم إلى أن وصل المرسلون الفرنسيون في عام 1836.
بحق “دم الشهداء هو بذار القديسين”. المجد ليسوع المسيح!