تابع البابا فرنسيس كلمته لأساقفة تشاد لافتًا لأهمية ترسيخ الإيمان في قلوب المؤمنين كي يتمكنوا من مواجهة المحن العديدة في عالم اليوم، وكي تكون تصرفاتهم متلائمة مع متطلبات الإنجيل، فيسيروا قدما على درب القداسة، كما وشدد الحبر الأعظم على أهمية تقديم تنشئة عقائدية وروحية متينة للمؤمنين، وذكّر بأن التعليم المسيحي هو المكان الأول لهذه التنشئة، وتحدث أيضا عن تنشئة معلمي التعليم المسيحي الذين، كما قال البابا، يقومون بدور يتعذر استبداله في إعلان الإيمان، وأكد في الآن الواحد أهمية تنشئتهم لا فكريا فحسب، إنما إنسانيا وروحيا أيضا كي يتمكن تعلميهم من إعطاء الثمر.
هذا وتوقف الحبر الأعظم في كلمته أيضا عند أهمية العائلة “الخلية الحيوية للمجتمع والكنيسة” مذكّرا هكذا بما جاء في الإرشاد الرسولي “التزام أفريقيا”، وحث أساقفة تشاد على مواصلة الاهتمام بالعائلات، إذ تحتاج لإرشاداتهم وتعليمهم وحمايتهم، كما وأشار لأهمية تثمين دور المرأة وكرامتها داخل العائلة. ووجه البابا بعدها تحية للكهنة، وقال: بغية مساعدتهم في رسالتهم، وكيما تكون خدمتهم للمؤمنين مثمرة، ينبغي إيلاء اهتمام خاص بالتنشئة في الإكليريكيات. كما وتحدث الحبر الأعظم عن التنشئة الدائمة للكهنة أيضا على صعيد أبرشي وشدد هكذا على أهمية التذكير بمتطلبات الحياة الكهنوتية بكل نواحيها: الروحية، الفكرية، الأخلاقية، الرعوية، الليتورجية… إضافة لأهمية عيش الأخوّة الكهنوتية.
وشجع البابا فرنسيس أساقفة تشاد على تعزيز الحوار بين الأديان، وذكّر برئيس أساقفة دجامينا الراحل المطران ماتياس مايادي الذي عمل كثيرا من أجل تعزيز التعايش بين مختلف الجماعات الدينية، وأضاف أن مبادرات كهذه ينبغي مواصلتها لوقف تنامي العنف الذي يقع ضحيته المسيحيون في بلدان مجاورة لبلدهم. كما وتحدث الحبر الأعظم عن أهمية الحفاظ على العلاقات الجيدة مع السلطات المدنية، وأشار للتوقيع مؤخرا على اتفاق ـ إطار بين الكرسي الرسولي وجمهورية تشاد. وختم البابا فرنسيس كلمته موكلا أساقفة تشاد والكهنة والأشخاص المكرسين ومعلمي التعليم المسيحي والمؤمنين العلمانيين في أبرشياتهم إلى حماية مريم العذراء، أم الكنيسة، مانحا الكل بركته الرسولية.
نقلا عن: إذاعة الفاتيكان