هذا ثم تطرق البابا فرنسيس في خطابه إلى حكم الإعدام مذكرا بمواقف البابا يوحنا بولس الثاني بهذا الشأن ولافتا إلى أن الدول قد تلجأ إلى القتل، لا من خلال عقوبة الموت أو الحروب وحسب إنما أيضا عندما توفر الحماية لمسؤولين رسميين متهمين بارتكاب جرائم معينة، شأن عمليات القتل خارج نطاق القانون. وذكّر البابا بأنه من بين الدول الستين التي تحافظ اليوم على هذه العقوبة، ثمة خمس وثلاثون دولة لم تنفذها خلال السنوات العشر الماضية. وأكد أن جميع المسيحيين والأشخاص ذوي الإرادة الطيبة مدعوون اليوم إلى النضال من أجل إلغاء عقوبة الموت بكل أشكالها ومن أجل تحسين أوضاع السجون في إطار الاحترام الكامل لكرامة الإنسان وكل سجين، وذكر بأن عقوبة السجن المؤبد هي في الواقع عقوبة إعدام مخفي.

هذا ثم ندد البابا بظاهرة الاعتقال الاحترازي مشيرا إلى وجود دول في العالم حيث يتخطى عدد المعتقلين الذين لم يخضعوا لمحاكمات نسبة الخمسين بالمائة من مجموع عدد السجناء. ولم تخل كلمة البابا من التنديد بالتعذيب الممارس في العديد من الدول، أو حيث تغض السلطات الطرف عن هذه الانتهاكات، وأكد أن ممارسة التعذيب يمكن مكافحتها من خلال تكاتف الجهود الدولية، وشدد على ضرورة أن تضع بعض الأنظمة القضائية حدا لمعاقبة الأطفال والقاصرين، لأن هؤلاء لم يبلغوا مرحلة النضج ولا يمكن أن يُحمّلوا بالتالي مسؤولية أفعالهم.

بعدها انتقل البابا للحديث عن بعض الجرائم التي تنتهك الكرامة البشرية والخير المشترك بشكل خطير، مشيرا في المقام الأول إلى ظاهرة الاتجار بالبشر ومذكّرا بأن العبودية على أنواعها تُعتبر جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب، من قبل القانون الدولي أو التشريعات الوطنية. هذا ناهيك عن ظاهرة الفقر المدقع التي يرزح تحت وطأتها مليار شخص في العالم، كما أن مليار ونصف مليار كائن بشري لا يتمتعون اليوم بشبكات الصرف الصحي ومياه الشرب والكهرباء والتعليم الابتدائي، كما تشير مصادر برنامج الأمم المتحدة للتنمية. ثم أشار البابا فرنسيس إلى جريمة أخرى وهي الفساد قائلا إن الشخص الفاسد يسعى إلى الإفادة من جميع الفرص المتاحة له ويرتدي قناع الرجل النزيه والشريف. وختم كلمته مشددا على ضرورة أن تبقى كرامة الإنسان محورا ومعيارا لكل توجيه يرمي إلى ملاحقة أو قمع أي سلوك يشكل تعديا خطيرا على الإنسان وكرامته.

***نقلا عن إذاعة الفاتيكان***

اسهام الكنيسة الأرثوذكسية خلال سينودس العائلة

ضمن نشاطات الجمعية العمومية الاستثنائية الثالثة لسينودس الأساقفة الكاثوليك حول التحديات الرعوية التي تواجه العائلة في نطاق نشر الإنجيل التي خُتمت نهار الأحد، كان هناك مداخلة للميتروبوليت هيلاريون ميتروبوليت فولوكولامسك كلمة استهلّها بالترحيب بالحضور نيابة عن رأس الكنيسة الروسية الأرثوذكسية نيافة البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا.

الكاهن رجل رجاء

أيُّها الربُ الإلهُ الرَحومُ الحَنون، يا مَانحَ الإيمان والرَجاء والمحبة سلاحاً لي من كُلِ شريرٍ يَتَرَبَصُ فيّ. أطلبُ إليكَ يارب ان تمنَحَ ليّ الرَجاء، وأن تَزرَعَهُ في قَلبيّ الضَعيف الذي يَفقِدُ إلى نَبض الرَجاء، لكي ما بهذا النبض أواجهُ جَميعَ مَصاعِبَ هذهِ الحَياة بكُلِ قوةٍ وفَرحٍ، وأن لا أظهَرَ كَمَظْهَرِ الضُعفاءِ أمَامَ الذينَ فَقَدوا الرَجاءَ في حَياتِهِم. اجعَلني أداةً لرَجَائِكَ الأبوي لأزرَعَهُ في النُفُوسِ التي غَطَتَها المَآسي. إمنحني رَجَائَكَ لكي اسيرَ بنُورِكَ وإرشادِكَ مِنْ خِلالِ نُورِ كَلمَات إنجيلِّكَ المُحيّ. هذا الرَجاءُ الذي مَنحتَهُ لنا يومَ قِيَّامَتِّكَ المَجيدة، إجعلهُ قيامة رجاءٍ لنُفوسِنا، وخاصةً في هذه الأيامِ العصيبةِ التي يمرُّ بها مسيحييو العراق عامةً، ومسيحييو الموصل خاصةً من قتلٍ وتهجيرٍ وطَردٍ من بُيوتِهِم وأراضيهِم التي سَكَنوها قبلَ أي شَعبٍ آخر ساكن فيها الآن. إمنَح يا رب الرجاءَ للقلةِ القليلةِ البَاقيّةِ التي ستكونُ خميرةً لهذهِ الأرض وان يكونَ هذا الرَجاءُ سنداً لَهُم ويُثَبِتَهُم. هذا الرجاءُ الذي مَنحتَهُ يومَ صعودِكَ إلى السماءِ، امنَحني يا ربُّ إياه، أنا العَبدُ الضَعيفُ الذي يَكتبُ هذهِ الكلمات البسيطةِ التي أعبّرُ عنها عن شعوري البنوي تجَاهَكَ يا ربي وأبي السماوي، ثبتني يا رب فإن مَصاعِبَ هذهِ الدُنيا تَتَكَاثَرُ وتَتَلاطَمُ فيّ امواجُهُ من كُّلِ حَدبٍ وصَوب، وهي لا تَرحَمُ أحداً، ولا تُفرِقُ بين أحَد. إجعل الرجاءَ سوراً لي، وشعاراً أُبَشِرُ من خِلالِهِ لِكُلِ مَن فَقَدَ نور الرَجاء في عينهِ، إيُها الرَبُّ الحَنان مَانحَ الرَجاءَ لأبنائِهِ البَشر جَميعاً، أمين.