سلسلة مقالات بسيطة ، حول ” السلطة التعليميّة كقياس للتصرّف المسيحيّ ” .. مهمّة كي ندركْ ، بعيدًا عن أيّ أفكار مشوّهة تقود بنا إلى بناء ٍ هشّ ، أنّ الكنيسة قائمةٌ على أساس الرسل الذين ، هم بدورهم ، أقيموا على أساس الروح القدس الذي هو روح الربّ
الأمرُ هنا ، يتعلّق بإعلان بشارة الإيمان وتطبيقها على الحياة الأخلاقيّة ، وتوضيحها “بهدي الروح القدس ” . كما يتعلّق الأمر أيضا بطريقة موافقة المؤمنين على أقوال السلطة التعليميّة (المهملة عند البعض أيضا ) . فهم وإن كانوا مسيحيين مؤمنين بالمسيح ، لكنّهم لم ينظروا إليها ما تقوله الكنيسة في تعاليمها ، ولم يكترثوا أبدًا لما تؤمن به ، فقاموا بإجتهادات كثيرة لا تمتّ للكنيسة بأيّة صلة
لهذا ، فموقف الناس من السلطة التعليميّة الكنسيّة ، هو اليوم متنوّع جدّا . فكثيرونَ يثقون بالسلطة التعليميّة ويقبلون تعاليمها . وبعكس ذلك يقف آخرون من السلطة التعليميّة نفسها أو من بعض تعاليمها موقف الإنتقاد ، وفي بعض الحالات أيضا ، موقف الرفض . ويعبّر أحيانا هذا الرفض في الرأي القائل إنّ ما تقوله السلطة التعليميّة لا يمكنُ أن يكون هو القاعدة والمقياس للسلوك الدينيّ والأخلاقيّ ، إنّما القاعدة الوحيدة للسلوك هي ، مقدار ما يمتلكه كلّ واحد من رؤية شخصيّة للأمور
التوتر القائم بين مطلب السلطة الكنسيّة بإعلان تصريحات مُلزمة في أمور الإيمان والأخلاق ، من جهة ، ومطلب المسيحيّين بتقرير ما يقتضيه الإيمان من حياتهم بحسب الحكم الذي يصدره بوجه مسؤول ضميرهم الخاصّ ، من جهة ثانية ، يتسبّب اليوم في الكنيسة ، والرأي العامّ باضطراب وعدم الوضوح .</p>
لهذا ، أيّ سلطان يعود لسلطة الكنيسة التعليميّة ؟
يتبع : سلطان السلطة التعليميّة في مسائل الإيمان وقضيّة العصمة