الكاردينال الراعي يتحدث عن صعوبات العائلة الناتجة عن انظمة الاحوال الشخصية في الشرق الاوسط

في مداخلته في سينودس الأساقفة

Share this Entry

يواصل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي مشاركته في اعمال سينودس الاساقفة في الفاتيكان حول موضوع “العائلة” برئاسة قداسة البابا فرنسيس ومشاركة بطاركة الشرق وكرادلة واساقفة وكهنة وراهبات وعلمانيين من كل انحاء العالم.

وقبل ظهر اليوم استمع المشاركون الى مداخلة الكردينال الراعي حول صعوبات العائلة الناتجة  عن انظمة الاحوال الشخصية في الشرق الاوسط وفي افريقيا الشمالية. فأشار الى التمييز الحاصل بين الرجل والمرأة من جهة والتمييز بين المسلم والمسيحي من جهة اخرى لافتًا الى الانتهاكات التي تطال حقوق الزوج المسيحي والى حالات عدم المساواة في الحقوق بين المسيحيين والمسلمين خصوصّا في البلدان التي لا تفصل بين الدين والدولة. واستثنى نيافته لبنان من هذه المعادلة معتبرًا انه الوحيد الذي يفصل بين الدين والدولة وهو يساوي بين المسلمين والمسيحيين ولذلك فان انظمة الاحوال الشخصية فيه تحترم هوية كل مكوناته المسيحية والاسلامية على تنوع طوائفها ومذاهبها. وان لبنان في هذا الاطار يشكل نموذجا في الاحوال الشخصية وفي العيش معًا بالاحترام المتبادل وبالمساواة. وختم البطريرك الراعي معتبرا ان الحل الوحيد لكي نصل الى المساواة في الحقوق والوجبات وخاصة على صعيد الاحوال الشخصية هو فصل الدين عن الدولة.     

بعد ذلك بدأ البحث بكل انواع المشاكل والصعوبات التي تواجه العائلة والزواج سواء كانت داخلية كحالات انحلال الزواج وابطاله وما ينتج عنها، والمساكنات الحرة وغيرها من القضايا التي تبعد العائلة عن طبيعتها ورسالتها، ام خارجية كالحروب والعنف والحركات التكفيرية والعقبات المتعلقة بالقوانين التي تحكم الزواج والعائلة. وبنتيجة ذلك يتوزع اعضاء السينودس غداً الى فرق عمل تبدأ البحث في النقاط التي سيتم تحديدها.

وكانت اعمال السينودس قد بدأت بمعالجة المواضيع المطروحة التي جاءت بحسب وثيقة اداة العمل وهي تتضمن ثلاثة اقسام كبيرة موزعة الى عدة فصول. فعلى مدى يومي الاثنين والثلاثاء تركز العمل حول الفصل الاول وهو الفصل التعليمي الذي يتحدث عن الزواج والعائلة وعن تعاليم الكنيسة والتحديات الرعوية التي تواجهها الكنيسة حيال هذا الموضوع. والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هنا هو هل ان الشعب يعرف جيدا تعاليم الكتب المقدسة وهل هو يصلي فعلا وفق تعاليم الكنيسة سواء تلك التي وردت في المجمع الفاتيكاني الثاني ام في رسائل البابوات واهم هذه الرسائل رسالة البابا بولس السادس التي تحمل عنوان الحياة البشرية ويتحدث فيها عن الإتحاد والإيلاد معا، كذلك رسائل قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الذي تحدث كثيرا عن العائلة وخصوصا في الإرشاد الرسولي، الى جانب تعاليم البابا بنديكتوس وللبابا فرنسيس. هذا وتمحورت اسئلة الفصل الاول حول نسبة الناس الذين يعرفون تعاليم الكنيسة وهل هي مقبولة او معروفة عندهم وهل ان رعاة الكنيسة من مطارنة وكهنة يوصلون اليهم هذه التعاليم، وهل يتقبل الناس هذه التعاليم؛ وفي حال عدم تقبلهم لها ما هو العمل لمساعدتهم على تقبلها. وهناك تركيز على موضوع ان عامة الشعب لا تتمكن دائما من فهم هذه التعاليم الكنسية التي هي صعبة الى حد ما فهي تتضمن التعابير الفلسفية واللاهوتية والقانونية. لذلك يتم طرح كل هذه القضايا للوصول الى طريقة تمكن الابرشيات والرعايا من ايصال هذه التعاليم ومساعدة الناس على عيشها.

وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد جلسة صباح أمس الثلاثاء شدد البطريرك الراعي على اهمية ان تكون الكنيسة امّا ومعلمة في آن معا بما معناه ان تعلّم الحقيقة وان تستمع في الوقت عينه الى الناس وتتفهمهم وتتقرب منهم والا تكون كنيسة تصدر احكاما فقط. واضاف: “الناس اليوم  بحاجة الى كنيسة تستمع اليهم. وهذا ما يركز عليه قداسة البابا حول كنيسة تخرج من ذاتها وتسير مع الآخر وتتفهّم معاناته، تستمع اليه وتوجّهه وتحمل الرحمة مع الحقيقة والعدالة”.

وتابع غبطته: “لا تزال موضوعاتنا تسير في فلك هذا الموضوع والصعوبات التي يواجهها هذا التعليم وخصوصا ان هذا الأمر يتبدل من منطقة الى اخرى ومن بلد الى آخر. فالقضايا المطروحة في اوروبا غير مطروحة في منطقتنا مثلا. فالأماكن التي يتواجد فيها المسيحيون ويمارسون طقوسهم  تكون فيها هذه التعاليم مقبولة والعكس صحيح”.

وكان اعضاء السينودس قد استمعوا صباح امس الى تقرير عرضه المقرر العام الكردينال اردو وقد تضمن قراءة واسعة عن مضمون الأجوبة التي جاءت ردا على اسئلة الوثيقة الأولى حيث الخطوط العريضة والتي ارسلت الى جميع الكنائس في ايار وقد اجيب عليها من قبل جميع الكنائس والابرشيات، فجاء هذا التقرير بمثابة خلاصة عن كافة المواضيع المطروحة اليوم.

Share this Entry

Redacción zenit

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير