ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها البابا فرنسيس قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي أمام عدد كبير من المؤمنين في ساحة القديس بطرس يوم الأحد 12 تشرين الأول.
***
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، صباح الخير!
في إنجيل هذا الأحد يكلمنا يسوع عن الإستجابة التي تنالها دعوة الله –الممثل بالملك- للمشاركة في وليمة عرس (راجع متى 22، 1-14). تتسم الدعوة بثلاث ميزات: المجانية، والسعة، والشمولية. المدعوون كثر، ولكن حدث شيء مفاجئ: لم يقبل أحد من بين الذين تم اختيارهم أن يشارك بالاحتفال متذرعين بأشغال أخرى عليهم إنهائها، وبعضهم لم يبد أي اهتمام بل أظهروا انزعاجهم حتى من هذه الدعوة. لكن الله صالح مع الجميع، ويقدم صداقته مجانًا لنا، كما يقدم مجانا فرحه وخلاصه ولكننا غالبًا ما لا نقبل عطاياه ونعطي الأولوية لاهتماماتنا المادية ولمصالحنا، ونحن غالبًا ما نبدو، حتى أمام الرب الذي يدعونا، منزعجين.
نجد حتى أن بعض المدعوين أساؤوا معاملة الخدام الذين نقلوا لهم الدعوة وقتلوهم. على الرغم من عدم استجابة المدعووين فمشروع الله لم يتوقف. لم يستسلم إزاء الرفض الذي واجهه من المدعوين الأولين ولم يلغ الاحتفال بل وسع الدعوة الى ابعد الحدود المعقولة وأرسل خدامه الى الساحات ومفارق الطرق ليجمعوا كل من يجدونهم. أناس عاديون: من فقراء، متروكين، ومهمشين، أخيار وأشرار- حتى الأشرار هم مدعوون- من دون أي تمييز. امتلأت صالة العرس من “المنبوذين”، وهكذا الإنجيل حين يرفض في قلب شخص ما يجد قبولا غير متوقع في عدد كبير من القلوب الأخرى.
طيبة الله لا يحدها شيء ولا تميز بين الأشخاص: لذلك وليمة عطايا الرب هي عالمية، تشمل الجميع. الكل مدعو إلى الإستجابة لدعوته، الى ندائه: لا يحق لأحد أن يشعر بأنه مميز وهذا ما يساعدنا على التغلب على عادة وضع أنفسنا دائمًا وبسهولة في مركز الاهتمام، على مثال رؤساء الكهنة والفريسيين. إن هذا التصرف مرفوض. علينا أن ننفتح على الضواحي ونعترف أن من يعيش على هامش الحياة، حتى المنبوذ والمحتقر من المجتمع هو أيضًا موضوع سخاء الله. نحن جميعًا مدعوون ألّا نقلّص ملكوت الله داخل حدود “كنيستنا الصغيرة”- “الصغيرة جدًّا”- وإنما لنوسّع الكنيسة لتصبح بحجم ملكوت الله، ولكن بشرط واحد: أن نرتدي حلة العرس، أي أن نشهد للمحبة تجاه الله والقريب.
فلنعهد إلى شفاعة العذراء مريم الكليّة القداسة مآسي ورجاء إخوتنا وأخواتنا المهمشين والضعفاء والمرفوضين وكذلك المضطهدين بسبب إيمانهم، ولنطلب حمايتها أيضًا لأعمال سينودس الأساقفة المجتمعين خلال هذه الأيام في الفاتيكان.
***
نقلته من الإيطالية الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية
جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية