استهل الكاردينال حديثه مسلطًا الضوء على أن تداعيات الطلاق لا تطال فقط المطلقين الذين تزوجوا من جديد بل تطال في المقام الأول الأطفال فقال: “أنا أتكلم عن تجربة شخصية لأن والدي تطلقا وأنا بعمر ال13 سنة”، ذاكرًا أنه حين سئل مرة في المدرسة ما كان أصعب موقف في حياته أجاب وبطريقة عفوية ومن دون تفكير أن أصعب لحظة كانت عشية إعلامه بأن والديه سيطلقان.
تعجب الكاردينال حول أن المسائل الكنسية تهتم دائما بموضوع الرحمة تجاه المطلقين الذين تزوجوا من جديد ولكن برأيه يجب أولا أن نطرح موضوع الرحمة تجاه الأطفال، وهو يشدد دائما حين يتحدث الى أشخاص ينوون الزواج من جديد على موضوع أطفالهم فيسألهم: “هل ألقيتم حمل الصراع الذي حملتموه في زواجكم على كتفي أطفالكم؟ وهل أجبرتموهم هل أخذ موقف مع أحد الطرفين، أي مثلا من طرفكم ليبقوا الى جانبكم؟ هل حاولتم أن تحولوا دون أن يكون أطفالكم الضحايا الأوائل لهذا الصراع؟ وعادة يلتزم الأشخاص السكوت أمام أسئلة كهذه…”
برأي الكاردينال إن هذه الأسئلة ضرورية وهي لا تطرح لاتهام أحد بل لمساعدة الناس على السير في الحقيقة. أضاف شونبورن أن الرحمة ضرورية إزاء الذين يعايشون تجربة زواج ثان ولكن ماذا عن الشخص الآخر الذي تم هجره؟ نادرًا ما يتكلم الطرف الآخر عنه، هذا إن أتى على ذكره…في بعض الحالات يبقى الآخر وحيدًا فهو قد لا يجد شريكًا آخر بحسب الكاردينال، أو أحيانًا وأمانة منه لسر الزواج يبقى الشخص وفيًّا لشريكه الأول الذي تخلى عنه.
في الإطار عينه تساءل الكاردينال إن كنا نعلم كم من الأشخاص في محيطنا يعانون الوحدة القاسية لأنهم ظلوا بمفردهم بعد الطلاق؟ هذا وأردف اننا حين نتكلم عن الزواج مجددًا يجب ألا ننسى بأن الشخصين اللذين افترقا خلفا وراءهما أسرة بكاملها، فالأمر لا يقتصر فقط على الأطفال بل هناك أهل وأجداد، وأعمام، وأقارب، وهذا الموضوع يؤثر بالجميع أحيانًا بطريقة مأساوية.
أخيرًا، ختم شونبورن قائلا أنه وقبل طرح مسألة مكانة الذين يتزوجون مرة أخرى في الجماعة المسيحية يجب أن نسأل أين هي مكانتهم في عائلاتهم؟