الرجاءُ المسيحيُّ ليس مجرّدَ رغبة وأُمنية

ملخص تعليم الأربعاء للبابا فرنسيس

Share this Entry

أيُّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، نريد اليوم أن نسألَ أنفسنا: في النهاية، ماذا سيحلُّ بشعب الله؟ وماذا سيحلُّ بكلّ واحدٍ منّا؟ ماذا علينا أن ننتظر؟ لقد كان بولسُ الرسّول يُعزّي مسيحييّ جماعة تسالونيكي الذين كانوا يطرحون هذه الأسئلة عينها قائلاً: “فنَكونُ هكذا مع الرَّبِّ دائِمًا أَبَدًا”. إنّها لعلامة رمزيّة أن يصفَ سفر رؤيا يوحنا، مستعيدًا حدس الأنبيّاء، البُعدَ الأخير والنهائيّ بكلماتِ “أُورَشَليمَ الجَديدة، النازِلَة مِنَ السَّماءِ مِن عِندِ الله، والمُهَيَّأَة مِثلَ عَروسٍ مُزَيَّنَةٍ لِعَريسِها”. هذا ما ينتظرنا! وهذه هي الكنيسة: شعبُ الله الذي يتبعُ الربَّ يسوع ويستعدُّ يومًا بعد يومٍ للقائه، كلقاءِ عروسٍ بعريسها، لأنّ المسيحَ صارَ إنسانًا مثلنا وجعلنا جميعًا واحدًا معه، بموته وقيامته، إقترنَ بنا حقًّا وجعلنا عروسَه. أمامَ هذا المشهدِ الفريدِ والرائع، لا يمكنُ لقلبنا ألاّ يشعرَ بأنّه قد ثُبِّتَ بشكلٍ قويٍّ في الرجاء. فالرجاءُ المسيحيُّ ليس مجرّدَ رغبةٍ وأُمنيةٍ، بل هو انتظارٌ، انتظارٌ حيٌّ لإتمامٍ نهائيٍّ لسرٍّ، وهو سرُّ محبّةِ الله التي وُلِدنا منها مُجدَّدًا ونعيشُ فيها. إنّه انتظارٌ لشخصٍ سيأتي: إنّه المسيحُ الربُّ الذي يقتربُ منّا أكثر فأكثر، يومًا بعد يوم، ويأتي ليُدخلنا أخيرًا في ملءِ شركته وسلامه. أيُّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، هذا إذًا ما ننتظره: عودةُ يسوع! لنتوسّلْ إلى العذراء مريم، أم الرجاء وملكة السماء لكي تحفظنا على الدوام  في موقفِ إصغاءٍ وانتظارٍ، لنكون هكذا، ومنذ الآن، مغمورين بمحبّةِ المسيح، ونشارك يومًا بالفرح الذي لا ينتهي في ملء الشّركة مع الله.

Share this Entry

Francesco NULL

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير