إلى جانب كل ذلك، عُرف هذا البابا أيضًا ببابا الحوار لأنه أبدى انفتاحًا كبيرًا على غير المسيحيين لا سيما المسلمين فأذاع وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني بعنوان “في علاقات الكنيسة مع الديانات غير المسيحية” واعتُبر الأكثر إيجابية وانفتاحًا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية مع الإسلام وكان له مواقف شتى ملموسة قام بها أثناء وجوده في بنغلادش مثلاً ليظهر محبته وتضامنه مع ضحايا الكارثة الطبيعية التي ضربت البلاد آنذاك. ثمّ عبّر عن تقديره للإسلام أثناء وجوده في إندونيسيا الذين يعبدون الإله الواحد الحي الذي خلق السماء والأرض وكلّم الناس بالأنبياء…
وأما الكلمة التي ألقاها أمام المسلمين في أوغندا فهي أكثر ما يثير الدهشة إذا ما نظرنا إليها من منظار اليوم مع كل ما يعانيه المسيحيون من اضطهادات يقترفها المسلمون بحقهم. وقتئذٍ، أراد مونتيني الذي كان رئيس أساقفة ميلانو أن يكرّم أول الشهداء المسيحيين الأفارقة الذين قُتلوا بين العامين 1885 و1887 نتيجة الاضطهادات التي كانوا يقومون بها قادة القبائل المحلية. وأما البابا بولس السادس فذهب أبعد من ذلك، إلى حد الإصرار على الإتحاد بين المسلمين والمسيحيين والعمل على المصالحة والوئام المذكورين في الإنجيل والقرآن.