“الروح القدس هو “ختم” النور الذي فيه وضع الله السماء بين متناول أيدي المسيحيين. إنما غالبًا ما يتجنب المسيحيون هذا النور مفضلين عيش حياة في الظلمة أو حتى أسوأ، في نور مزيّف يلمع بالرياء”. علّق البابا فرنسيس اليوم في أثناء عظته الصباحية التي ألقاها من دار القديسة مارتا على القراءة الأولى من القديس بولس الذي يفسّر إلى أهل أفسس (1: 11-14) بأنهم بإيمانهم بالمسيح خُتموا بروح القدس الموعود. وبهذه العطية قال البابا “الله لم يختارنا فحسب بل قدّم لنا أسلوبًا أيضًا، طريقة عيش وهي ليست لائحة من العادات بل هي أكثر من ذلك: إنها هوية”.
وتابع: “إنّ هويتنا هي بالتحديد هذا الختم، هذه القوة التي يمنحنا إياها الروح القدس والتي حصلنا عليها بسر العماد. إنّ الروح القدس قد ختم قلوبنا وأكثر من ذلك، إنه يسير معنا. إنّ الروح الذي وُعدنا فيه، الذي وعدنا فيه يسوع، هذا الروح لا يمنحنا هويتنا فحسب بل هو دفعة سلفًا على ميراثنا معه. معه، تبدأ السماء. ونحن بدأنا نعيش في هذه السماء، هذا الخلود لأننا خُتمنا بالروح القدس وهو بداية السماء… نملك السماء بأيدينا مع هذا الختم”.
وأشار البابا إلى أنه بالرغم من كل ذلك فهذا لا يمنع المسيحيين من الوقوع في التجارب وقال: “أنظروا إلى المسيحي الفاتر. إنه يظنّ نفسه مسيحيًا من يذهب إلى القداس يوم الآحاد إنما لا تظهر هويته في طريقة عيشه. يمكنه حتى أن يعيش مثل الوثني ولكنه مسيحي! وتابع البابا ليتحدّث عن إنجيل اليوم بحسب الطقس اللاتيني (لو 12: 1-7) قائلاً: “إياكم وخمير الفريسيين أي الرياء، فما من مستور إلا وسيُكشف ولا من مكتوم إلاّ وسيُعلم”. “الإدّعاء”: أنا أدّعي بأني مسيحي ولكني لستُ كذلك. لستُ شفافًا، أقول شيئًا واحدًا: بلى، بلى، أنا مسيحي” وأقوم بشيء آخر، شيء ليس بمسيحي”.
وأخبر البابا بأنّ بولس بنفسه في مشهد آخر من الإنجيل يتحدّث عن الحياة المسيحية المُعاشة بحسب الهوية التي أنشأها الروح القدس تحمل معها النعم من نوع آخر وهي المحبة والفرح والصبر والسلام واللطافة والوداعة والإيمان وضبط النفس “وهذه هي مسيرتنا نحو السماء، هذا هو طريقنا حتى تبدأ السماء من هنا لأننا نملك الهوية المسيحية ومختومون بالروح القدس. دعونا نسأل الله نعمة أن نكون متنبّهين لهذا الختم وإلى هويتنا المسيحية التي ليست مجرد وعد، كلا، بل هي بمتناول أيدينا، نحن نملك دفعة سلفًا”.