صدرت أمس السبت، في إطار الجمعية العامة الرابعة عشرة، الرسالة الختامية للجمعية العامة الاستثنائية الثالثة لسينودس الأساقفة حول موضوع: “التحديات الرعوية للعائلة في إطار التبشير الجديد”. وقد امتدت أعمال السينودس من 5 وحتى 19 من تشرين الأول الجاري.
افتتح الآباء رسالتهم متوجهين إلى العائلات في مختلف القارات، وبشكل خاص إلى العائلات التي تتبع المسيح، الطريق والحق والحياة. وكتب الآباء في مطلع الرسالة متوجهين إلى العائلات: “إننا نعبّر عن تقديرنا وعرفاننا للشهادة اليومية التي تقدمونها لنا وللعالم بأسره من خلال أمانتكم، إيمانكم، رجائكم ومحبتكم”.
وكيف لا يمكن تقدير العائلة والرعاة نفسهم قد وُلدوا وترعرعوا في حضن العائلة. “ككهنة وأساقفة تعرفنا إلى العائلات وعشنا بقربها، وقد أطلعتنا على إشراقها وعلى أتعابها.
وذكّر الآباء أن الإعداد للسينودس تم عبر إشراك كل العائلات في التفكير حول مسائل السينودس من خلال الإجابة على الاستمارات التي أُرسلت إلى مختلف الكنائس في كل العالم. بهذا الشكل تعرف الآباء إلى مختلف خبرات وصعوبات العائلات حول العالم. هذا الحوار كان فرصة للنظر في “الواقع الحي والغني الذي تعيشه العائلات”.
ووجه الآباء إلى العائلات كلمات يسوع: “ها أنا واقف على الباب أقرع، إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل وأتعشى معه وهو معي” (رؤ 3، 20). فيسوع الذي كان يسير في دروب الأراضي المقدسة، ما زال يسير في دروب مدننا اليوم، ويسير إلى جانبنا في تحدياتنا.
التحدي الأول: الأمانة الزوجية
التحدي الأول الذي تواجهه العائلة هو تحدي “أمانة الحب الزوجي”. فضعف الإيمان والقيم ونسبيتها في زمننا يحمل إلى ضعف وفقر العلاقات، فنرانا نواجه الكثير من أزمات الزواج. والفشل يحمل إلى علاقات جديدة وإلى زيجات جديدة ويخلق أوضاعًا معقدة للحياة اليومية وللحياة المسيحية.
التحدي الثاني: صعوبات الحياة
إلى جانب التحدي الذي تفرضه النسبوية الأخلاقية، هناك تحديات تصدر عن الوجود عينه، مثل المصاعب التي ترافق ولادة طفل معوّق، أو مرض خطير، أو التقدم في السن، إلخ. وهنا مدح الآباء أمانة تلك العائلات التي بسخاء كبير تعيش هذه الأوضاع بشجاعة، أمانة وحب.
التحدي الثالث: المشاكل الاقتصادية
وتطرق الآباء في الحديث عن تحديات الزواج إلى عالمنا الاقتصادي الذي لا ينظر إلى أحد كشخص بل كرقم والذي “يُذل كرامة الأشخاص”. وقدمت الرسالة مثل الأب أو الأم الباطلين عن العمل، واللذين يجدان أنفسهما عاجزين أمام تأمين ضرورات العيش الأولى لعائلتهما.
التحدي الرابع: تحدي الهجرة
يتولد عن التحدي الاقتصادي الفقر، البؤس والهجرة، وكم هو كبير عدد الفقراء في مجتمعاتنا في مختلف أصقاع العالم. وفي هذا الإطار ذكر الآباء تحدي “جموع العائلات الفقيرة الغفيرة، التي تتمسك بقارب فقير لكي تصل إلى ميناء عيش كريم، وتحدي العائلات المهاجرة في الصحارى، والمُضطهدة لأجل إيمانها ولأجل قيمها الإنسانية، والعائلات المنكوبة بسبب وحشية الحروب”.
أمام هذه التحديات وغيرها الكثير، أشار الآباء إلى أن المسيح أرادة أن تكون كنيسته “بيتًا مفتوحًا للضيافة دومًا، لا يستثني أحدًا”، ولذا عبّر آباء السينودس عن عرفانهم لمن يرافق من أصيب بجراح باطنية واجتماعية في حياتة الزوجية والعائلية.