هذا وقد ألقى البابا خطابًا في معرض اللقاء، سبق كلام أمين سر دولة الفاتيكان وبطاركة الشرق، تحدث فيه عن “رغبة تجمعنا كلنا، وهي الرغبة بالسلام والاستقرار في الشرق الأوسط وإرادة التوصل إلى حل للمسائل من خلال الحوار، المصالحة والالتزام السياسي”. وأوضح قداسته بأن رغبته هي أيضًا أن تقديم المساعدة الممكنة لدعم بقاء الجماعات المسيحية في الشرق.
وفي هذا الإطار عبّر الأب الأقدس أنه لا يمكنه أن يتصور شرقًا أوسطًا بلا مسيحيين، معبّرًا عن قلقه بسبب الظروف المأساوية والمقلقة التي تمت في العراق وسوريا في الشهور الماضية.
وعبّر أيضًا عن تمنيه بأن يسهم هذا الكونسيستوار في تقديم حلول واقتراحات مناسبة لمساعدة الإخوة المسيحيين في الشرق على مواجهة المأساة الحالية.
من ناحيتهم، تحدث الكرادلة والبطاركة الشرقيون عن الأوضاع التي يعيشونها مع رعاياهم في ظل الأوضاع المأساوية الحالية في الشرق الأوسط، وبالتحديد في العراق، سوريا، مصر، الأراضي المقدسة، الأردن ولبنان.
وشرح البيان الصادر عن الكرسي الرسولي بأن محور مداخلات البطاركة والكرادلة كان الحديث عن ضرورة السلام والمصالحة، الدفاع عن الحرية الدينية، دعم الجماعات المحلية، دور التربية لتمكين الأجيال من الحوار والتعايش، ودور الجماعة الدولية.
وشدد المسؤولون الدينيون على أن الشرق بحاجة لكي “يعيد تحديد مستقبله”، وأنه “لا يمكن أن يتم القتل باسم الله”. وفي هذا الإطار شددوا على أن “الحرية الدينية، إلى جانب حرية العبادة والضمير، هي من الحقوق الإنسانية الأولية، وهي قيمة للبشرية بأسرها”. وشددوا على ضرورة منح المسيحيين الحقوق المدنية خصوصًا في الدول حيث لا يسود التمييز بين الدين والدولة.
وأعلن البطاركة والكرادلة بأن “شرقًا أوسطًا بلا مسيحيين لهو خسارة كبيرة للجميع، لأن للمسيحيين دور أساسي في الحفاظ على توازن المنطقة وهم يلعبون دورًا رائدًا في المجال التربوي”.
وفي الإطار عينه، تحدث الآباء عن مشكلة هجرة المسيحيين من الشرق، لافتين إلى أنه يجب أن تُؤمّن لهم، في دول المهجر، البنى الأساسية للاستمرار بعيش طقوسهم وتقاليدهم.
هذا وطالبوا الجماعة الدولية بتأمين عودة آمنة للمسيحيين إلى أراضيهم وخلق مناطق ومربعات آمنة مثل سهل نينوى.