كلمة البابا إلى وفد من الاتحاد الدولي للقانون الجنائي

استقبل البابا فرنسيس ظهر اليوم الخميس في قاعة البابوات بالفاتيكان وفدا من الاتحاد الدولي للقانون الجنائي. وجه البابا لضيوفه كلمة استهلها مرحبا بهم ومعربا عن سروره للقائهم في الفاتيكان. ثم توقف عند عدد من المسائل المرتبطة بالقانون الجنائي وأكد أن هذا القانون يتخطى حدود وظيفته الجنائية ويطرح نفسه على صعيد الدفاع عن الحريات وحقوق الأشخاص لاسيما أولئك الأكثر هشاشة، لافتا إلى وجود خطر داهم اليوم ألا وهو تخطي مبدأ تماشي العقوبة مع الجريمة أو الجنحة المرتكبة، وهو مبدأ يعكس سلّم القيم التي من واجب الدولة أن تحميها. والخبراء القانونيون مدعوون للتصدي لهذا النوع من الميول، كما أنه ينبغي على هؤلاء المسؤولين أن يقوموا بواجباتهم، لأن تقاعسهم عن هذا الأمر يمكن أن يعرّض للخطر حياة الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة.

Share this Entry

هذا ثم تطرق البابا فرنسيس في خطابه إلى حكم الإعدام مذكرا بمواقف البابا يوحنا بولس الثاني بهذا الشأن ولافتا إلى أن الدول قد تلجأ إلى القتل، لا من خلال عقوبة الموت أو الحروب وحسب إنما أيضا عندما توفر الحماية لمسؤولين رسميين متهمين بارتكاب جرائم معينة، شأن عمليات القتل خارج نطاق القانون. وذكّر البابا بأنه من بين الدول الستين التي تحافظ اليوم على هذه العقوبة، ثمة خمس وثلاثون دولة لم تنفذها خلال السنوات العشر الماضية. وأكد أن جميع المسيحيين والأشخاص ذوي الإرادة الطيبة مدعوون اليوم إلى النضال من أجل إلغاء عقوبة الموت بكل أشكالها ومن أجل تحسين أوضاع السجون في إطار الاحترام الكامل لكرامة الإنسان وكل سجين، وذكر بأن عقوبة السجن المؤبد هي في الواقع عقوبة إعدام مخفي.

هذا ثم ندد البابا بظاهرة الاعتقال الاحترازي مشيرا إلى وجود دول في العالم حيث يتخطى عدد المعتقلين الذين لم يخضعوا لمحاكمات نسبة الخمسين بالمائة من مجموع عدد السجناء. ولم تخل كلمة البابا من التنديد بالتعذيب الممارس في العديد من الدول، أو حيث تغض السلطات الطرف عن هذه الانتهاكات، وأكد أن ممارسة التعذيب يمكن مكافحتها من خلال تكاتف الجهود الدولية، وشدد على ضرورة أن تضع بعض الأنظمة القضائية حدا لمعاقبة الأطفال والقاصرين، لأن هؤلاء لم يبلغوا مرحلة النضج ولا يمكن أن يُحمّلوا بالتالي مسؤولية أفعالهم.

بعدها انتقل البابا للحديث عن بعض الجرائم التي تنتهك الكرامة البشرية والخير المشترك بشكل خطير، مشيرا في المقام الأول إلى ظاهرة الاتجار بالبشر ومذكّرا بأن العبودية على أنواعها تُعتبر جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب، من قبل القانون الدولي أو التشريعات الوطنية. هذا ناهيك عن ظاهرة الفقر المدقع التي يرزح تحت وطأتها مليار شخص في العالم، كما أن مليار ونصف مليار كائن بشري لا يتمتعون اليوم بشبكات الصرف الصحي ومياه الشرب والكهرباء والتعليم الابتدائي، كما تشير مصادر برنامج الأمم المتحدة للتنمية. ثم أشار البابا فرنسيس إلى جريمة أخرى وهي الفساد قائلا إن الشخص الفاسد يسعى إلى الإفادة من جميع الفرص المتاحة له ويرتدي قناع الرجل النزيه والشريف. وختم كلمته مشددا على ضرورة أن تبقى كرامة الإنسان محورا ومعيارا لكل توجيه يرمي إلى ملاحقة أو قمع أي سلوك يشكل تعديا خطيرا على الإنسان وكرامته.

***نقلا عن إذاعة الفاتيكان***

Share this Entry

Francesco NULL

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير