“إنّ الكنيسة التي “أسسها يسوع” لا تنظر إلى خطيئة الإنسان بل إلى قلبه، تبحث عنه لكي تشفيه” هذا ما ركّز عليه البابا فرنسيس اليوم في العظة التي ألقاها أثناء القداس الإلهي من دار القديسة مارتا مشيرًا إلى أنّ المسيحيين الذين يشعرون بأنهم ينتمون إلى الكنيسة عليهم ألاّ يتوقّفوا على الباب.
“العمل” هذا ما قام به يسوع منذ ألفي سنة عندما اختار اثني عشر عمودًا من أجل بناء الكنيسة وجعل نفسه “الأساس” و”حجر الزاوية”. ثم فتحت الكنيسة أبوابها أمام الجميع من دون تمييز لأنّ المسيح يهتمّ بالمحبة وبشفاء القلوب. علّق البابا فرنسيس على إنجيل اليوم الذي يحدّثنا عن نشأة الكنيسة مع دعوة الرسل (لو 6: 12-19) وعلى قراءة القديس بولس (أف 2: 19-22) الذي وصف الكنيسة كبناء “يُحكَم ويرتفع” بيسوع. وسلّط الانتباه بوجه خاص على الأعمال التي تميّز أساس الكنيسة. لقد ذهب يسوع إلى الجبل ليصلي ثم نزل ودعا تلاميذه فاختار منهم اثني عشر سماهم رسلاً ولم يوفّر قوّته لشفاء الجمع الذي كان يحاول أن يلمسه.
“يسوع صلى، يسوع دعا، يسوع اختار، يسوع أرسل تلاميذه، يسوع شفى الجمع. داخل هذا الهيكل، يسوع هو حجر الزاوية الذي يقوم بكل هذا العمل: إنه هو من يدفع الكنيسة إلى الأمام. وكما قال بولس، هذه الكنيسة بُنيت على أساس الرسل والأنبياء. إنّ يسوع هو من اختار هنا الاثني عشر. كلنا خطأة، كلنا. لم يكن يهوذا أكبر الخاطئين… لقد أغلق يهوذا المسكين قلبه على المحبة وأصبح خائنًا. ولكنّ الجميع فرّوا في الأوقات الصعبة من الآلام وتركوا يسوع وحده. الجميع كان خاطئًا. ولكنه اختار”.
وأضاف البابا نقلاً عن رسالة القديس بولس: “يسوع يريدنا ألا نكون في الكنيسة “غرباء أو نزلاء بل أن نكون من أبناء وطن القديسين ومن أهل بيت الله” وشدد “نحن لسنا ضيوفًا في الكنيسة بل نحن متجذرون فيها. إن لم ندخل إلى هذا الهيكل وندع الروح القدس يسكن فينا فنحن لسنا في الكنيسة. سنقف من على الباب ونقول: “آه، كم هو جميل… نعم هذا جميل..” إنّ المسيحيين الذين لا يتقدمون في مسيرهم نحو الكنيسة ويبقون على الباب يقولون: “نعم أنا كاثوليكي ولكن ليس كثيرًا… لأنّ…”
وشدد البابا على محبة ورحمة يسوع اللامتناهية التي يكنها تجاه كل شخص وقال: “إنّ الدليل هو في ردة فعل يسوع تجاه بطرس، هو من اتهمته الكنيسة. إنه العمود الأول الذي خان يسوع ولكن يسوع أجابه بالرحمة وبتركه في مكانته السابقة. لم يهتمّ يسوع لخطيئة بطرس بل بحث عن قلبه. ولكنه لكي يجد هذا القلب ويشفيه، صلى. يسوع صلى وشفى كل واحد منا. نحن لا يمكننا أن نفهم الكنيسة من دون يسوع الذي صلى ويسوع الذي شفى. لنصلِّ لكي يُفهمنا الروح القدس بأنّ الكنيسة تملك القوة من خلال صلاة يسوع لنا وهي القادرة على شفائنا كلنا”.