إليكم لمحة تاريخية مختصرة عن عيد جميع القديسيين : إن الكنيسة المقدسة تقيم، كل يوم من السنة تذكارا لقديس، وبقى عدد لا يحصى من القديسين الغير معروفين، من دون تذكار خاص لهم، لذلك أقام البابا بونيفاسيوس الرابع (608-615) تذكارا شاملا، وفي عام 731 خصص البابا غريغوريس الثالث، في كنيسة مار بطرس، مكان لتكريم جميع القديسين. وفي عام 837 زار البابا غريغوريس الثالث فرنسا وادخل هذا العيد فيها وعين له اليوم الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني. ومنذ ذلك اليوم أصبح من أعظم أعياد الكنيسة غربا وشرقا.
أما يوم 2 نوفمبر/ 2 تشرين الثاني هو يوم تذكار جميع الموتى الذي خصص للصلاة من أجل جميع الموتى الذين أنتقلوا من عائلاتنا ، والصلاة من أجل جميع الموتى الذين لا يوجد من يصل لأجلهم.
يوم الهالووين:
قد ذكرت موسوعة ويكيبيديا معلومة صحيحة في هذا الصدد حيث قالت” تعود جذوره إلى ايرلندا وامتدت إلى إقامة مهرجان السلتيك في سامهاين. وصدف ان موعد الهالووين يأتي مع احتفال المسيحيين بعيد يوم جميع القديسين”
أي أنه يأتي مع احتفال المسيحيين بيوم جميع القديسيين وليس عيد جميع القديسيين.
في الأصل كان عيد الهالوين بسيطا جدا ويحتفل به في الكنيسة على الأغلب. ولكن عبر أوروبا ينظر الناس إلى هذه المناسبة كفرصة للمزاح والإثارة لرواية قصص الأشباح ولإخافة بعضهم البعض. لذا عوضا عن كونه مكرسا للاحتفال بالخريف أضحى مناسبة مكرسة للخرافات والساحرات والأرواح. وتشمل الأنشطة المرافقة لعيد الهالوين الخدع، وارتداء الملابس الغريبة والأقنعة، وتروى القصص عن جولات الأشباح في الليل. وتعرض التلفزيونات ودور السينما بعض أفلام الرعب.
وكان الدرويديون القدماء يقيمون عيدا كبيرا للاحتفال بالخريف يبدأ في منتصف ليلة الواحد و الثلاثين من تشرين الأول و يمتد عبر اليوم التالي، الأول من تشرين الثاني. ومن هنا بدأت الفكرة بأن الساحرات و الأرواح تكون هنا وهناك في الهالوين. ولا زال يوجد أناس في مناطق معزولة محددة من أوروبا يؤمنون بأن هذا صحيح. وهوليوود لم تتأخر عن هذا فقد أنتجت عشرات الأفلام عن الهالويين، منها أفلام رعب، كوميديا سوداء إضافة لأفلام كرتون للأطفال. كما تنشط مصانع الألعاب والحلويات والمحال التجارية حيث تحقق مناسبة الهالوين نشاطا تجاريا وزيادة في الإنتاج.
إذا نستنتج أن عيد جميع القديسيين يختلف تماما عن الهالويين، حيث الأحتفال عيد كنسي إنما الهالويين هذه مناسبة قد تم الترويج لها لأسباب تجارية. لذلك نرجو من جميع المؤمنين عدم الخلط بين المفاهيم ، وإدخال عادات العالم إلى الكنيسة المقدسة. ولا يجوز لأبناء المسيح الإشتراك في الترويج لبعض الأفكار الوثنية في عيد خصصته الكنيسة للصلاة.
صلوات جميع القدسيين تكون مع جميعكم، وكل عام وأنتم بخير