علم مراقبو المرصد الآشوري لحقوق الإنسان في تركيا بأن بلدية منطقة زيتون بورنو في مدينة اسطنبول التركية قررت تحويل قطعة أرض تابعة للمشفى الأرمني” القديس المخلص” تبلغ مساحتها8500 متراً مربعاً الى حديقة عامة. يأتي ذلك في ضمن مسلسل الانتهاكات التي مارستها وتمارسها الحكومات التركية المتعاقبة بحقّ املاك الكلدان السريان الآشوريين والارمن واليونان، كسلسلة الدعاوى العبثية المرفوعة على دير مار كبرئيل التاريخي، وكذلك منع معهد هالكي اللاهوتي من فتح ابوابه لاستقبال طلاب الكهنوت، بعد ان كان منارة من منارة العلوم والآداب الدينية في الشرق والغرب.
هذا وكانت قضية أملاك المشفى الأرمني خلال السنوات الماضية موضع نزاع بين البلدية التركية وإدارة المشفى، كون البلدية كانت تريد الاستيلاء عليها، إلا أن إدارة المشفى رفضت، ورفعت القضية إلى المحاكم، التي حكمت لاحقاَ لصالح الطرف الأرمني، ولكن بلدية زيتون بورنو التي يرأسها ” مرات ايدين” من حزب العدالة والتنمية الحاكم، ضربت قرارات المحكمة بعرض الحائط ، واستمرت في التضييق على إدارة المشفى الارمني الشهير، والذي يعتبر من أهم المؤسسات الطبية في تركيا، بغية الاستيلاء على الارض.
إننا في المرصد الآشوري لحقوق الإنسان نبين أنه ومع اقتراب الذكرى المئوية على مجازر الإبادة الجماعية ((السيفو))، وبدلاً من أن تبادر السلطات التركية إلى الإعتذار من شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، ومن الشعب الأرمني، وتسعى للتصالح مع شعبها وماضيها. نجدها تمعن في التضييق على الشواهد الحية الدالة على الوجود التاريخي والحضاري والإنساني للمسيحيين في تركيا.
لذلك فإننا ندين هذا التصرف اللاقانوني الذي تمارسه السلطات التركية بحقّ أوقاف المشفى الأرمني” القديس المخلص”، وفي الوقت ذاته نطالبهم بإعادة ما تمّ الإستيلاء، وإعادة الحقّ لأصحابه.