هناك مثال على الصداقة بين داود ويوناثان ابن شاول الذي وعلى الرغم من ملاحقة والده شاول لداود ومحاولة قتله وقف الى جانب صديقه. ستجدون هذه القصة في سفر صموئيل 1 (18-20). يعتبر سفر الأمثال مصدرًا جيدًا للحكمة بما يتعلق بالأصدقاء: “الصديق يحب في كل وقت، أما الأخ فللشدة يولد” (سفر الأمثال 17: 17). “المكثر الأصحاب يخرب نفسه، ولكن يوجد محب ألزق من الأخ” (الأمثال 18: 24). يشير الموضوع هنا الى أننا إن أردنا أن يكون لنا أصدقاء فيجب علينا أن نكون أصدقاء للآخرين أيضًا. “امينة هي جروح المحب و غاشة هي قبلات العدو.” (أمثال 27:6). “الحديد بالحديد يحدد و الانسان يحدد وجه صاحبه” (أمثال 27، 17).
أسس الصداقة موجود أيضًا في عاموس: ” هل يسير اثنان معا أن لم يتواعدا” (عاموس 3، 3). الأصدقاء يتشابهون بعقولهم والحقيقة التي تولد من كل ذلك هي صداقة وعلاقة دخل فيها الأأفراد وتصبح جيدة ومتينة بقدر ما هم أرادوا ذلك، وقيل إن كان الشخص يستطيع أن يحصي أصدقائه على أصابع اليد الواحدة فهو مبارك. الصديق هو الشخص الذي يمكنك أن تكون على سجيتك معه من دون أي خوف من أن يطلق عليك الأحكام، هو شخص يمكنك أن تأتمنه على أسرارك، وتحترمه ويبادلك الاحترام.
أخيرًا يأتي تعريف الصديق الحقيقي مع القديس بولس: ” فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا.” (رسالة بولس الى أهل رومية 5: 7-8). “لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ.” (يوحنا 15: 13). نعم، هذه هي الصداقة الحقيقية…
***
نقلته الى العربية (بتصرف) نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية