5 عناصر روحية تسهم في تمتين الثقة داخل الحياة الزوجية

ثقة العائلة: الثقة بيسوع

Share this Entry

تأملات في إنجيل مرقس 6: 45 – 52

١- عناصر تأملية

“أجبر تلاميذه، ذهب الى الجبل ليصلي، عند المساء، السفينة، عرض البحر، هو وحده، رآهم يجهدون في التجذيف، فجاء إليهم ماشيا على البحر، ظنوه خيال، صرخوا، ثقوا أنا هو لا تخافوا…”.

٢- في وجه العاصفة هدوء
التلاميذ في السفينة لوحدهم، يجذفون، يصارعون الرياح التي تضرب سفينتهم. جميعهم في القارب عينه، إلا يسوع بقي لوحده بعيدا عنهم، إنه على الجبل يناجي الآب يصلي من أجل تلاميذه، يشكر الله على كل واحد منهم، لأنهم عاونوه في مشقة البشارة (٦: ٣٠- ٥١) وهو يعرف قدرتهم يدرك محدوديتهم وضعفهم وقلة إمكانياتهم، لاسيما، أنهم الآن، في حالة حرجة، يبحثون عن يسوع، كأنهم يقولون في أنفسهم: ” يا رب يا ليتك تكون معنا نحن بحاجة إليك، خلصنا!!!”.  فجأة وبعد طول معاناة، يرون يسوع كأنه شبح يسير على البحر “وكاد يجاوزهم” إنه أسرع من البرق والريح وقوة العاصفة، أتى ليخلصهم، لقد سمع طلباتهم فهب بروحه لنجدتهم “ثقوا أنا هو لا تخافوا” وما إن “صعد السفينة” حتى سكنت الرياح وكأننا أمام حالة من السكينة، كل شيء عاد إلى طبيعته.
تكمن مشكلة التلاميذ في قساوة قلوبهم. وحده قاسي القلب، يفقد بصيرة الإيمان والفطنة والتعقل والعلم والمعرفة. النتيجة، خسران الثقة بالآخر، الغرق في الظنون والشك والتخوين، الحل هو في عيش الثقة، إنها علاج روحي للعقل وقوة للإرادة وشفاء للقلب المجروح. تقول القديسة تريز الطفل يسوع حول الثقة أنها تمنح النفس “أوقيانس سلام” (قصيدة الإستسلام، فقرة ٦).

٣- الثقة الأساس
عامود الحياة الزوجية هي الثقة بالآخر، إنها بترول استمرارية الحياة في العائلة، بدونها تنهار الأسس وبالتالي ينهار البيت، أما قسوة القلب تسبب تدمير العلاقات، تتمظهر بالإنغلاق  والشك بالآخر، واتهامه دوما بالخيانة والتقصير…أما الشريك الذي يتشدد بثقة الآخر، هو ذاك من ينتصر على كافة المشاكل التي تعترض مسيرته، لأنه يمده بالعون والمساندة والمساعدة والدعم والتشجيع ولاسيما ان اعترضته المحن، فتراه يقف الى جانبه بالصلاة والحب العملي لا يتركه ينهار او يستسلم للقنوط واليأس، أنه يد الله التي تنشله من الغرق.

٤- معنى عيش الثقة
الثقة هي قدرة انتصار الأزواج على مشاكل الحياة التي تعترض مسيرة حياتهم. فليتعلموا من خلال علاقة المسيح بكنيسته، عيش الثقة المتبادلة، فعلاقة يسوع هي علاقة ثقة كاملة لا تعرف الذبول، كلها حب وإخلاص ووفاء وأمانة وصدق، فالله أمين في وعوده، يثق بكنيسته يحبها، يغذيها، يعضدها باستمرار بالروح القدس، روح الشهادة والإستشهاد والبطولة،  مقومات أساسية روحية، تدعم ثقة الأزواج ببعضهم البعض. 
ربما يسمح الرب بأن تمرّ العائلة في فترة صعبة وحرجة (مرض، إحباط، فقدان عمل، خصومات، سوء تفاهم…) ولكن لا ليهلكها، بل ليخلصها بثقته وباتكالها عليه، من خلال عيش فعالية الصلاة الواثقة والتدرب على فضائل عدة، أهمها الرجاء، أن نرجوا اي أننا نثق بخلاص أكيد وثابت وغير متزعزع، مصدره الله سيد الرجاء (راجع رسالة خلّصنا في الرجاء) .

٥- عبرة روحية
يعلمنا يسوع، أنه مهما اشتدت علينا الصعاب وكثرة من حولنا العواصف الشريرة والمتنوعة، هو دوما معنا لا يترك أبدا سفينة حياتنا – عائلاتنا تغرق في مستنقعات الشر، يأتي بقوة الروح القدس لنجدتها، يقويها بكلمته الثابتة وبأسراره المحيية وبشهادة القديسين الأبرار، إنه الإبن الوحيد “به كان كل شيء … فيه كانت الحياة”  (يو ١: ١- و٣) بحبه الإلهي دعى العائلة الى الوجود، لهذا على الأزواج أن يتعلموا الثقة، أي الأمان والإستسلام بحب واثق الى عنايته المقدسة، الثقة بالله تصنع المعجزات “إن كان الله معنا فمن يكون علينا؟” (القديس بولس).
فلننشد مع  القديسة تريز نشيد الإستسلام للرب هاتفين “إليك أستسلم يا عريسي الإلهي، ولا أطمح إلا إلى نظرتك الشديدة العذوبة، أريد، أنا، أن ابتسم لك، نائمة على قلبك. وأريد أن أردّد، بعد، أنني أحبك، يا رب!” (قصيدة الإستسلام، فقرة ٨- ٩)
نعم يا رب إننا نثق بك. 

Share this Entry

الخوري جان بول الخوري

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير