البطريرك ساكو: "أوقفوا مصنع الموت"

بينما يعود مار روفائيل الأول ساكو، بطريرك الكلدان الكاثوليك الى مستشفى القديس البادري بيو في سان جيوفاني روتوندو في إيطاليا، استغلّت وكالة زينيت (القسم الإيطالي) هذه المناسبة لتجري معه مقابلة تسأله عن آخر الأحداث التي تطرأ في العراق وعن رأيه بالمأساة التي ضربت تونس في حين أنه أدان بشدّة بيع الأسلحة وتصنيعها بهدف القتل والدمار.

Share this Entry

أبرز ما جاء في حديثه: “إنه لأمر فظيع أن نرى مصانع الأسلحة موجودة في العالم والعديد من البلدان يقومون بتصنيع الأسلحة ونجد من بين هذه البلدان مع الأسف إيطاليا. وأنا أسأل نفسي الآن، ولكن إيطاليا هي بلد القديسين، إنه المكان الذي يضمّ العدد الأكبر من القديسين، إنها أرض مقدسة، ولكن لمَ تستمرّ في الإتجار بالأسلحة التي تُستعمل لقتل الناس الأبرياء؟ لمَ لا نقوم بتصنيع الأشياء المفيدة حتى يستطيع الإنسان أن يخلد الى النوم بضمير مرتاح متصالحًا مع نفسه؟ أنا أظنّ أنّه على الإنسان أن يفكّر بأن يغيّر هذه الأشياء بشكل جذري. يمكن لإيطاليا أن تكون المثال أمام غيرها من البلدان فتكون السبّاقة بتحويل الأشياء الى إيجابية وأن تخلق نمطًا جديدًا يعبّر عن التقاليد المسيحية”.

وفي سؤال طرحه مراسل زينيت جيوفاني تشيفاري: “ماذا تريد أن تريد أن تقول لكل من يتمتّع بسلام القلب ويبحث عن العدل جاهدًا في تغيير الأمور؟” أتى ردّ البطريرك: “أنا أقول بأننا مدعوون لأن نعيد التفكير بالأشياء الى حد ما. إنّ على السياسيين أن يكونوا عادلين وألا يملكوا مصالح شخصية وألا يشجعوا طمع البلدان الأخرى التي تنوي استغلال الآخرين وتدمير كل من لا يتماشى معهم. على السياسيين ألا يكونوا أنانيين. وعلى الإقتصاد ألا يهمّش الفقراء الذين غالبًا ما يصبحون أكثر فقرًا بحسب ما ذكر البابا في فرح الإنجيل. على الدين أن يكون قادرًا على مخاطبة القلوب وتنوير العقول”.

وأضاف البطريرك: “إني أفكّر كثيرًا بالشبيبة. أخاف على الكثير من الأولاد الذين لا يستطيعون الذهاب الى المدرسة. يوجد الملايين منهم ما بين سوريا والعراق. أنا قلق من أن يشكّلوا حقلاً أكبر حيث يتمركز التعصب الديني فهم متروكون للتعصب الديني الذي سينمو أكثر فأكثر لأنهم تركوا بين أيدي الأنبياء الكذابين. يوجد في العراق 10 مليون طالب على الأقل أما في الموصل مثلاً فأبواب المدارس مغلقة وفي تكريت أيضًا. وهذا ليس أمرًا جيدًا. لمَ أنا أستطيع الذهاب الى المدرسة في حين أنّ غيري يعجز عن ذلك؟ فمن الضروري تنشئة الأشخاص وتوجيههم نحو الخير وليس نحو الشر. والخير لا يكمن فحسب في قلب المسيحي، إنه إنساني وهو من طبيعة الإنسان. إنّ كل طفل هو معجزة. فإن لم يُعطَ الطفل أي توجيه سيصبح شخصًا سيئًا.  أنا أفكّر في مخيمات التدريب التابعة لداعش حيث يوجد أولاد يبلغ عمرهم سبع سنوات وأكثر. إنّ كل طفل هو مشروع، إنه مستقبل. لا يمكننا أن نتركهم بهذه الحالة”.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير